قصة واحكام السعى بين الصفا والمروة فى الحج، قال عز و جل” إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”، الحج هو الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي، والحج من الأمور المفروضة على كل مسلم مستطيع بالغ عاقل، ومن أركان الحج المشي بين الصفا والمروة، موقع الجنينة يقدم مقالا بعنوان قصة واحكام السعى بين الصفا والمروة فى الحج.
السعى بين الصفا والمروة فى الحج
الصفا والمروة جبلان يكون مكانهما شرق المسجد الحرام، والسعي بينهما من أركان حج كعبة الله الحرام، يصل طول المسعى بين الصفا والمروة ما يقرب من خمسمائة متراً، بعرض يصل إلى ثلاثمئة متراً والسعي بين الصفا والمروة لابد وأن يكون سبعة مرات، بدءاً من جبل الصفا وختاما بالمروة حيث يكون مرورك من جبل الصفا إلى جبل المروة مرة، والعودة من المروة إلى الصفا شوط آخر، ويدوم الحاج هكذا حتى يتم السبعة المرات.
دعاء السعي بين الصفا والمروة:
ولقد ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إلى ذهب للمشي بين الصفا والمروة، يتوجه نحو بيت الله الحرام ويدعو قائلاً ” الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أولانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير” ولابأس للحاج أو المعتمر أن يدعو بما يشاء وما يريد من السميع العليم، كما يجوز له أن يقرأ كتاب الله، ولكن من الأفضل أن يتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن بها الخير له فى دينه وحياته وآخرته.
مسافة السعي بين الصفا والمروة:
المسافة بين جبلى الصفا والمروة تقدر بما يوافق من اربعمائة متر طولاً، أما مساحة المسعى بين الصفا والمروة فيبلغ أربعين متراً، وإذا قمنا بحساب مكان مشى السبع أشواط فإنها تكون ناتج ضرب 400 متر فى 7 والتي تنفع بحوالي 2800 متراً.
قصة الصفا والمروة:
ترجع قصة الصفا والمروة إلى عهد رسولنا إبراهيم عليه السلام، وذلك عندما أمره الله تعالى بترك امراته السيدة هاجر وابنها رسولنا إسماعيل فى الصحراء، وعندما تركها نبينا إبراهيم وذهب فإذا بالنساء هاجر تقول له أين تتركنا يا إبراهيم؟، فلم يجب نبينا إبراهيم على سؤالها، فقالت له آلله هو الذى أمرك بهذا؟، فأجاب نعم، فردت أُمنا هاجر وكلها يقين قائلة ” إذن فالله لن يضيعنا”، ولبث فى الصحراء وذهب نبينا إبراهيم وهو يدعو قائلاً كما ذكر فى كتاب الله ” رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ“ بعدها جلست السيدة هاجر ولدها فى الصحراء ولكن نفذ ماءها، ووجدت ولجها يصرخ من قوة العطش فأخذت تمشي بين جبلى الصفا والمروة وهى تهرول باحثة عن الماء أو عن أي انسان يعطيها الماء، ولما بلغ سعيها سبع مرات سمعت صوت خرير الماء فالتفتت لترى ملك يعبث فى الأرض حتى يُخرج لها الماء، فصارت تقول “زمِ زمِ” لذا أُطلق عليها ماء زمزم، فشربت المراة هاجر وسقت ابنها الصغير ثم قال لها المَلِك: “لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الفتى ووالده، وإن الله لا يضيِع عائلته” وبالفعل حدث ما اخبرها به ففي هذا الموضع بَنى نبى الله إبراهيم عليه السلام بيت الله الحرام وساعده فى ذلك ولده إسماعيل عليه السلام وجاء ذلك فى قال عز و جل “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”.
احكام السعي بين الصفا والمروة:
سوف نذكر بعض الاحكام التي تتعلق بالسعي بين الصفا والمروة وهي كالاتي:
- يعتبر السعي بين الصفا والمروة من الامور المعتمدة بالطواف ببيت الله الحرام، فلا يحل للحاج أن يمشي بين الصفا والمروة قبل أن يطوف بالبيت الحرام، وإذا فعل ذلك وسعى قبل الطواف فيكون سعيه غير محرم.
- لابد أن يبدأ الحاج فى السعي بالصفا ثم يختم بالمروة ولا يجوز أن يخالف ذلك.
- على الحاج أن لا يترك فترة بين الصفا والمروة إلا ويمشي بها.
- على الحاج أن لا يأخذ مدة طويلة من الاستراحة بين الأشواط، فلابد من أن تكون السعديات تتابع بعضها البعض دون فاصل وقتي كبير.
- يجوز للسيدة الحائض أن تمشي بين الصفا والمروة، لأن السعي لا يشترط به الطهارة، لكنه من الاحسن أن تكون على طهارة.
- إذا زاد المسلم من الأشواط سهواً منه فلا مشكلة فى ذلك، ويجازيه الله تعالى باجر السعى كاملاً بإذن الله.
الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان قصة واحكام السعى بين الصفا والمروة فى الحج ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب موقع الجنينة يتمنى لكم التوفيق في كل الامور.