هل يوم الام حرام، إنه سؤال إسلامي مهم يتم الحديث عنه كثيرًا مع اقتراب موعد عيد الأم كل عام ميلادي ، حيث أن عيد الأم هو احتفال منتشر في المجتمعات الإسلامية، رغم أن هذا العيد غير مذكور في الشريعة الإسلامية ، و عبر هذا المقال سنتحدث اكثر عن يوم الام و هل حرام ام لا و غيرها من التفاصيل المتعلقة بهذا اليوم
تعريف يوم الام
يوم الأم العالمي هو أحد الأعياد الرسمية العالمية التي تحتفل فيها جميع شعوب العالم ، وهذا اليوم هو أحد المناسبات الرسمية المعتمدة من قبل الأمم المتحدة ، وفي هذا اليوم يتم الاحتفال بجميع الأمهات حول العالم والاحتفال بهم وتقديم الشكر لهم شاكرين لهم على الجهود الكبيرة التي تبذلها الأم من أجل تربية الأبناء وتربيتهم في أفضل تنشئة ، وتربية الأبناء تؤدي إلى تربية المجتمع بأسره و في النهاية الأم هي نواة المجتمعات في العالم ، و تجدر الإشارة إلى أن موعد عيد الأم في الدول العربية يوافق اليوم الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام ميلادي
هل يوم الام حرام
وحكم الاحتفال بيوم الأم جائز على الراجح ، بعيداً عن نية التشبه بالكفارو اختلف العلماء في حكم الاحتفال بعيد الأم: هل هو حلال مذكور في الشريعة الإسلامية ، أم أنه من المحرمات التي لا يجوز للمسلم القيام بها ، وهذا على قولين: الأول وهو رأي من يجيز عيد الأم ، ويرى أنه لا مانع قانونيًا من ذلك و الاحتفال بما يسمونه عيد الأم ، والمقصود بعيد الأم ليس العيد الشرعي ، بل معنى التقارب وتبادل الزيارات ، ولا شك أن للأم فضل كبير على الانسان ،فإن الجنة تحت أقدام الأمهات، وأما رأي المعارضين لها: فهم يرون أن هذا العيد بدعة لم يثبت بنص شرعي ، وأما أعياد المسلمين تنحصر بثلاث أعياد فقط ، وهي: عيد الأضحى ، وعيد الفطر وعيد المسلمين الأسبوعي وهو يوم الجمعة من كل أسبوع.
أقوال أهل العلم في الاحتفال بيوم الأم
كما يقول علماء الأمة الموقرون أنه يحرم الاحتفال بعيد الأم، وقد أفتى ابن عثيمين رحمه الله تعالى في تحريم الاحتفال ، فقال رحمه الله: “وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى عيد الأم. لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد؛ كإظهار الفرح والسرور. وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك، والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به وأن يقتصر على ما حدَّه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه”.
كما قال ابن باز رحمه الله في فتواه ، وكثير من علماء الأمة يحرمون الاحتفال بعيد الأم ويعتبرونه عيدًا شبيهًا بأعياد الكفار ويتبعونهم فيما يفعلون.
أصل الاحتفال بعيد الأم
من المهم معرفة أن الاحتفال بيوم الأم هو عادة غربية اخترعها الغرب للتعويض عن جحودهم ونواقصهم تجاه الوالدين على مدار العام حيث ان الابن أو الابنة لا يعرف والدته ولا يزورها ثم لا تحصل الأم على شيء من بر الأبناء ، ثم في يوم من أيام السنة يزور الأبناء الأمهات ويقدمون لهن الهدايا والحلويات ثم لا شيء ، ولا يمتد تكريم الأبناء إلى الآباء مدى الحياة ، كما أمرنا الدين و المبدأ الأساسي في الغرب هو أن الأم أو الأب بعد بلوغه سن الشيخوخة يصبح غير قادر على خدمة نفسه ورعايتها ، وهو أن يضع الأبناء الوالدين في دار للمسنين وبعد ذلك يدفعون نقوداً لهذه الدور ولا يفكرون في السؤال عن آبائهم وأمهاتهم، حتى أن بعض الذين زاروا هذه الدور عندما سألوا كبار السن عن رغباتهم ، أجاب معظمهم أن أمنيته الوحيدة هي الموت بسبب الجحود التي يجده من الابناء ، في الواقع غالبًا ما وصل الأمر إلى حد أنه في حالة وفاة الأم أو الأب ، لا يحضر الابناء جنازتهم ويكونون راضين عن إرسال تكاليف الجنازة إلى دار رعاية المسنين.
مكانة الأم في الشرع الإسلامي
قال تعالى في سورة الإسراء إن الشريعة كرمت الأم ورفعت مكانتها وأمر بطاعتها وعدم مخالفة أمرها أو الإساءة إليها: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}، في هذه الآية أمر إلهي واضح بالاحسان مع الأم والأب ، وهو من النصوص الشرعية التي تبين مكانة الوالدين في الإسلام ، ومن اهم النصوص الشرعية والتي توضح مكانة الأم في الإسلام هي الايات القرانية التالية:
- قال الله تعالى في سورة لقمان في آية تبين مكانة الأم في الإسلام: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. وفي حَديثِ قُتَيْبَةَ: مَن أَحَقُّ بحُسْنِ صَحَابَتي وَلَمْ يَذْكُرِ النَّاسَ”.
الى هنا نصل الى نهاية مقالنا الذي أوضحنا فيه حكم يوم الأم في الدين الاسلامي و هل حرام ام حلال و حكم الاحتفال فيه و اصل هذا العيد و اقوال العلماء المختلفة في حكم هذا اليوم كما تكلمنا عن فضل و مكانة الام في الاسلام