هل يغفر الله ممارس العادة من الأمور التي يبحث عن مسالتها مجموعة كبيرة من المسلمين، فالله -سبحانه عز و جل- خلق عباده وخلق فيهم الشّهوة، وشرّع لهم النكاح بعقدٍ شرعي يجيز للرجل والنساء أن يستمتعا ببعضهما البعض، وذلك من الحكمة الإلهية في دوام بقاء الحياة والخلق إلى أن يشاء سبحانه وتعالى، موقع الجنينة يقدم مقالا بعنوان هل يغفر الله ممارس العادة.
حكم من ابتلي بالعادة السرية
سوف نذكر في هذه الفقرة بعض الأدلة التي استدل بها العلماء على تحريم العادة السرية وهي كالاتي:
- قوله سبحانه عز و جل: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون} حيث إنّ الله أمر العباد التّمتع بشركائهم فقط، ومن يفعل غير ذلك فقد اعتدى على حرمات الله.
- أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للشباب بالنكاح لمن تمكن منهم الباءة، وأعطاهم حلًّا لمن لم يتمكن، وهو الصيام، فالصوم يحميه من الفتن والوقوع في الحرام، ولم يجز الاستمناء لمن لم يتمكن من النكاح.
- الأضرار العقلية والجسدية المترتبة على العادة السرية وبمن يقوم بها، فهي تؤثر سلبًا على كفاءة الرجل في حق امراته وقد تؤدي الى العقم.
هل يغفر الله ممارس العادة
إنّ المعروف عن علماء الاسلام أنّ الله -سبحانه عز و جل- يغفر لممارس العادة إذا تاب من عملها، فالله سبحانه عز و جل يحبّ التوابين ويحبّ المتطهرين، فهو يبسط يده في المساء ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في الصباح ليتوب مسيء المساء، فلو جنح المسلم عن السبيل السليم وارتكب هذا العمل الحرام فعليه أن يبادر للتوبة وأن يستغفر الله على ما عمل من الذنوب، والله سيغفر له ذنبه.
وقد استدلّ أهل الاسلام وعلماؤه في قولهم على الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا – ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا – فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ – ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ – فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ – أوْ أصَبْتُ – آخَرَ، فاغْفِرْهُ؟ فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ – أوْ قالَ أذْنَبْتُ – آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ”.
هل يقبل الله صلاة من يمارس العادة
فيما سبق تمّ شرح هل يغفر الله لفاعل العادة السرية، وقد يبحث مجموعة كبيرة من الناس عن حكم صلاة من يقوم بعمل العادة وهل تقبل عبادته، وقد بيّن أهل العلم أنّ العادة عمل غير جائز في الدين، وعلى المسلم أن يتوب منها.
لكنّهم زادوا أنه لم يرد نصًّا أو دليلًا في القران والسنة أنّ من يفعل العادة لا تقبل عبادته، بل هي سليمة ومقبولة بإذن سبحانه عز وجل في حال طهارته، فمن يمارس العادة تكون حكم عبادته بحسب ما يحصل له.
الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان هل يغفر الله ممارس العادة ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب موقع الجنينة يتمنى لكم التوفيق في كل الامور.