يعتبر الصوم ركن من الاركان الاسلام الخمسة و يأتي الصوم في شهر رمضان في الترتيب التاسع من التقويم الهجري حيث انه فريضة من الله تعالى على كافة المسلمين و يعد شهر رمضان من نعم الله علينا و نتعلم من شهر رمضان الصبر على كل شيء ، الصبر على طاعة الله و الصبر على الشهوات ، حيث أنه شهر الكرم ، فيه الأجر مضاعف و الحسنات مضاعفة و الثواب كبير ، ومن خلال موقع الجنينة سنتعرف متى فرض الله الصيام على المسلمين
ما هو الصيام
الصيام لغة : هو الإمساك والصمت، والإمساك عن الكلام يسمى صوماً، وقال ابن منظور في لسان العرب: الصوم هو “الإمساك عن الشيء، والترك له، وقيل للصائم: صائم، لإمساكه عن المطعم والمشرب، والمنكح، وقيل للصامت: صائم لإمساكه عن الكلام، وقيل للفرس: صائم، لإمساكه عن العلف مع قيامه”
الصيام شرعاً :هو الامتناع عن المفطرات من أكل وشرب ومعاشرة زوجية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وتشدد التعاليم الإسلامية على أن الصيام كذلك يجب أن يطال السلوك فيتجنب الإنسان المسلم أنواع سوء الخلق (كذب، نميمة، سباب، شتم، )، حيث يعد رمضان فرصة يتدرب عليها الإنسان لتحسين أخلاقه
متى فرض الصيام
هاجر النبي محمد،-صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة، وبدأ الدين الإسلامى يواصل طريقه ناحية الاكتمال، ومن الأركان الأساسية فيه صوم شهر رمضان و فُرض صيام شهر رمضان المعظم على المسلمين في السنة الثانية من هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وجاء فرض الصيام بعد حوالي شهر من تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة بعد أن كانت إلى المسجد الأقصى وقيل إن فرض الصيام رمضان كان في شهر شعبان من السنة ذاتها أيّ السنة الثانية للهجرة، ليكون الصيام منذ ذلك الحين واجبًا على كلّ مسلم لديه القدرة والبلوغ والعقل، وألّا يكون لديه أي مانع من موانع الصوم،وقد ثبت ذلك الوجوب في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، وإجماع العلماء، وبيان تلك الأدلّة فيما يأتي :
- قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
- أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)
- أجمع العلماء على وجوب صيام شهر رمضان وفرضيّته، وأنّه من أمور الدِّين المعلومة بالضرورة
مراحل فَرْض الصيام
الصيام فيه نوع مشقة على النفوس، فأُخذت به على التدريج شيئاً فشيئاً لتعتاده وتألفه على ثلاث مراحل:
- الأولى: فرض صيام عاشوراء، وهو العاشر من محرم ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قَالَتْ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ، فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى المَدِينَةِ، صَامَهُ وَأمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قال: (مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ)
- الثانية: ثم نُسخ إيجاب صيام عاشوراء، وفُرض صيام رمضان على التخيير بين الصيام والفدية كما قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
- الثالثة: ثم فُرض صوم رمضان على كل مسلم بدون تخيير كما قال سبحانه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
رمضان في حياه الرسول
لا بد لنا من اتباع الرسول الكريم في كل فعل أو قول ليس فقط في رمضان و لكن في كل الأوقات ، فكما عرفنا أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يغتنم أيام رمضان اغتناما عظيما ، و ذلك لانه يدري خير هذه الأيام ،لذلك أوصانا الرسول الكريم بالاجتهاد في العبادات و التقرب إلى الله من خلال قيام الليل ،و الصدقات ، و تلاوة القران و الاعتكاف و تصفية النية إلى الله في شهر رمضان ،وقد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات
فضائل شهر رمضان
ميز الله سبحانه و تعالى الإسلام و المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك ، حيث ينتظر المسلمون في كل بقاع العالم شهر رمضان بفارغ الصبر ، و يجهزون له لكي يستقبلوه و كأنه أكرم ضيف يأتي إليهم و من اهم فضائل شهر رمضان
- فشهر رمضان يهدي النفوس العاصية ، و يطمئن القلوب التي أرهقتها الذنوب و المعاصي ، و ايضا تصفد فيه الشياطين ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا جاء رمضان فتِّحت أبواب الجنة، وغلِّقت أبواب النار، وصفِّدت الشياطين ،
- و فيه ليلة خيرا من ألف شهر و هي ليلة القدر ، و هي ليلة قد جعل الله فيها العمل خيرا من العمل ألف شهرا حيث يقول الله سبجانه و تعالى ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) ، و قد خاب و خسر من جاء عليه ليلة القدر و لم يغتنمها
- ننتظر جميعا شهر رمضان لكي ننقي حياتنا و نطلب من الله سبحانه و تعالى العفو و السماح في الدنيا و الآخرة ، و على ذكر ذلك القول فإن شهر رمضان هو أيضا شهر عتق من النار ، فيه يعفو الله عن الكثير من الذنوب حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ( و ينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة)
الى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية مقالنا الذي تناولنا الحديث فيه و الاجابة عن سؤال متى فرض الصيام على المسلمين و ما هو الصيام و مراحل الصيام