ما هو عام الحزن ، عندما يفقد الإنسان شخصاً عزيزاً يعتصر قلبه ألماً وحزنا ويشعر بأن الدنيا فقدت كل معانيها بفقدان هذا الشخص خاصة لو كان اه مكانة لديه أو كان قريباً له، فالموت من أصعب الابتلاءات التي قد يمر بها الإنسان المسلم والثبات علي قضاء الله وقدره يعد من أعلي مراتب الصبر وأصعبها.
ما هو عام الحزن
الفقد بمعناه المؤلم من أقسي العذابات فكيف وإن كان هذا الفقد لنبينا وحبيبنا محمد صلّ الله عليه وسلم عندما فقد أكثر الأشخاص الذين ساندوه في رسالته وبعثته والذين كانوا سنداً وعوناً له ضد أعوان الكفر والضلال.
لماذا سمي عام الحزن بهذا الإسم:
لأن رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام في العام العاشر بعد البعثة فقد عمه أبو طالب الذي ناصره ودافع عنه والذي كان واقفاً بجانبه ليسنده وبعدها توفيت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد والتي كان خير عون ورفيق له .
كيف أثر موت سيدتنا خديجة علي رسول الله ؟
لقد كان لذلك وقعاً مؤلماً علي رسول الله صلّ الله عليه وسلم لأن سيدتنا خديجة كانت أكبر الداعمين لرسولنا الحبيب ولم تكن مجرد زوجة أو أم لأطفاله فقط بل كانت سنداً عظيماً له فقد صدقته وآمنت به وكان يستشيرها في كل الأمور وكانت تشور عليه وتقف بجانبه وتدعمه في الوقت الذي كان الجميع يحاربه ويكذبه ويقول عنه بأنه كاذب ومجنون وشاعر وساندته من الجانب المالي بشكل كبير فكانت نعم السند ونعم الزوجة، ففقدها كان أشد الآلام علي قلب رسول الله صلّ الله عليه وسلم، خصوصاً بأن وفاتها أتت بعد وفاة عم رسولنا الحبيب فقد كان مصابه جلل بفقده أقرب المقربين لقلبه.
موت عم الرسول أبو طالب ؟
مرض عم الرسول أبو طالب مرضاً شديداً وبعد أن سمع رسولنا الحبيب بأن عمه يحتضر ذهب إليه لعله يثنيه عن كفره وينطقه الشهادتين ويدخل الإسلام إلا أن أبا جهل منعه من ذلك وهذا ما أثقل قلب نبينا الحبيب وآلمه أشد الألم وأوجعه أشد الوجع، أن عمه الذي سانده ووقف بجانبه ودعمه وكان جيداً معه ولكنه كان كافراً ولم يدخل الإسلام وهذا كان له وقع كبير علي قلب رسولنا الحبيب.
وبعد أن استعرضنا سبب تسمية عام الحزن بهذا الاسم نجد بأن أحد الذين فقدهم حبيبنا ورسولنا كان علي حق وكان معه ويسانده وهي سيدتنا خديجة وأحدهم كان علي باطل وهو عمه أبو طالب ورغم أنه كان من أشد الداعمين له.
ومع ذلك كان حزن رسولنا الحبيب علي فقدان زوجته التي آزرته ووقفت معه في الوقت الذي كان الجميع يحاربه وعمه الذي برغم كفره كان من أشد المدافعين عن رسولنا الحبيب والمؤلم أنه مات علي كفره ولم يستطع الرسول أن يجعله يؤمن قبل موته فكان حبيبنا وشفيعنا حزيناً أشد الحزن وأكبر الوجع علي فقدانهم .
حبيبي يا رسول الله عليك صلوات الله عليك وسلامه.