ما هو حكم من لم يصم عاشوراء، كما نعلم بأن صوم يوم عاشوراء ليس فريضة علينا، فقد استحب طائفة من الفقهاء صيام يوم عاشوراء، ومما استحبوا أيضاً صيام يوم قبله، أو صيام يوم بعده، وأعد ذلك بعض العلماء بأنه أكمل المراتب وأحبها إلى الله، حيث قال ابن القيم رحمه الله ” مراتب صوم عاشوراء ثلاثة: أكملُها: أن يُصام قبله يومٌ وبعده يومٌ ، ويلى ذلك أن يُصام التاسع والعاشر، وعليه أكثرُ الأحاديث ، ويلى ذلك إفرادُ العاشر وحده بالصوم”، ومن هنا سنتحدث معكم عن يوم عاشوراء، وهل هناك ذنب على من لم يصمه، فأهلاً وسهلاً بكم معنا في موقع الجنينة.
ما هو حكم من لم يصم عاشوراء
كأمة إسلامية مؤمنه بالله تعالي، فإننا نجتهد في صيام الأيام المباركه والتقرب إلى الله وطاعته فيها، فصوم يوم عاشوراء ليس فريضة على المسلمين، ولكنه يوم يستحب فيه الصيام لننال أجره العظيم ولنتقرب فيه إلى الله بالطاعات، وفي هذا نقول أنه من عزم على صيام يوم عاشوراء، ثم لم يصمه ، فهناك ثلاثة من الأحوال :
- أولاً إما أن يكون ترك صيامه متعمداً، هذا لا يكتب له صيام يوم عاشوراء ولا يلحقه فضله أيضاً، لأنه لم يصمه
- ثانياً أن يكون تركه ناسياً، وبذلك كان قد نوى صيامه، فهذا نرجو له الأجر إن شاء الله
- ثالثاً أن يكون تركه لمرض، أو عذر شرعي، وقد كان من عادته أن يصومه قبل ذلك، أو أنه كان قد نوى على صيامه هذه المرة، فحال المرض دونه، فنرجو من الله له أجر صيامه أيغضا للعذر ؛ لما رواه البخاري عن أبي مُوسَى رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا )، وأيضاً قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :” هَذَا الْحَدِيثَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يُكْتَبُ له مِثْلُ الثَّوَابِ الَّذِي كَانَ يُكْتَبُ لَهُ فِي حَالِ الصِّحَّةِ وَالْإِقَامَةِ ؛ لِأَجْلِ نِيَّتِهِ لَهُ ، وَعَجْزِهِ عَنْهُ بِالْعُذْرِ”
سؤال وإجابة حول صيام يوم عاشوراء
سائل يقول أنا أصوم يوم عرفة في كل سنه، وكذلك يوم عاشوراء، ولكنني نسيت في العام الماضي صيام يوم عاشوراء حيث أنني أفطرت في نفس اليوم ناسياً أنه يوم عاشوراء، ولكنني أكملت صيامي وصمت اليوم الحادي عشر، فهل عملي هذا صحيح ؟
فأجاب فضيلته قائلاً :
” عاشوراء ومحرم كله صومه طيب ، فإذا صمت منه ما تيسر فالحمد لله، ونرجو لك من الله الأجر في اليوم الذي فاتك بسبب النسيان؛ لأنك تركته غير متعمد، لكنه ناسي، فلك أجره بإذن الله، وصومك الحادي عشر طيب أيضاً، لأن اليوم العاشر فاتك نسياناً فلك أجره، كما لو تركته مريضاً ثم طبت في اليوم الحادي عشر “.
صيام الحادي عشر من محرم
وأما عن حكم صيام الحادي عشر من محرم فقد أوضحت دار الإفتاء أنه يستحب صوم يوم الحادي عشر من شهر محرم مع يوم عاشوراء، لمن لم يصوم يوم التاسع، حيث قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري: [وَإِنْ لَمْ يَصُمْ مَعَهُ -أي عاشوراء- تَاسُوعَاءَ (فَصَوْمُ الْحَادِيَ عَشَرَ) مَعَهُ مُسْتَحَبٌّ .
ما هو حكم من لم يصم عاشوراء، صيام عاشوراء هو طاعة مستحبه عند الله وليس فرضاً، ولكنه يحمل الأجر الكبير والعظيم عند له، لهذا فإن المسلمون يحرصون على صوم يوم عاشوراء، وفي مقالنا هذا تحدثنا عن يوم عاشوراء، وما الخطأ الذي يقع فيه المسلمون إذا لم يصوموا يوم عاشوراء وهل يقع عليهم الذنب، حاولنا أن نوضع لكم كل ما يدور برأسكم من أسئله حول صيام يوم عاشوراء، تحياتنا لكم من موقع الجنينة.