فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 1444هـ ,تعتبر العَشر الأوائل من شهر ذي الحجة من الأيام المباركة، التي قد حث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم على استغلالها بصالح الأعمال للتقرب الى الله وبدورنا في موقع الجنينة سنقوم بسرد تفاصيل فضل هذه الأيام من خلال هذا المقال.
فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
تعتبر العَشر الأوائل من شهر ذي الحجّة من الأيّام المباركة في الشرع، ولقد قام النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- على بالحث على استغلالها بالأعمال الصالحة وبجهاد النفس، وقد قام بوصف العمل فيها بأنّه أفضل من الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ فقال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).
ولم يقم النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بتحديد وتقييد هذه الأعمال الصالحة في هذه الأيّام بعملٍ مُعيَّن، وقد جعل الأمر مُطلَقاً؛ فالعمل الصالح له أنواع عديدة، وقد تشمل ذِكر الله -تعالى-، والصيام، وصِلة الرَّحِم، وتلاوة القرآن، والحجّ؛ ممّا يعني اجتماع أجلّ العبادات في الإسلام وأفضلها في هذه الأيّام.
والصريح في الحديث المذكور يدلّ على أنّ العمل الصالح يستغرق اليوم كلّه، واليوم في الشرع يبدأ منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، وان أفضل عمل يستغلّ به المسلم نهار هذه الأيّام هو الصيام لوجه الله تعالى، كما أنّ أفضل ما يُستغَلّ في الليل هو قيام الليل، أمّا حُكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجّة فهو مندوب، بينما حُكم قيام الليل أنّه سُنّة.
وقد ضل الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بالمحافظة على صيام العَشر من ذي الحجّة؛ والدليل على ذلك ما ورد في السنّة النبويّة من حديث حفصة -رضي الله عنها-، قد قالت: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ)، وبالرغم من عدم ثبوت صحّة بعض الأحاديث الواردة عن فضل صيام هذه العَشر على وجه الخصوص، إلّا أنّه لا يمنع من صومها.
فضل صيام اليوم التاسع من ذي الحجة
وبالإشارة الى صيام اليوم التاسع من شهر ذي الحجّة؛ وهو يوم عرفة فهذا مشروع لغير الحاجّ؛ فقد قال الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ)، ويعتبر يوم عرفة من أيّام الله العظيمة، ويجب على المسلم أن يستغلّ فيه نَفَحات الرحمة، كما يُستحَبّ أن يصومه المسلم غير الحاجّ؛ ابتغاء تكفير ذنوبه.
حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجّة
لقد استنتج الفقهاء من الأحاديث النبوية والاجماع إلى استحباب صيام الأيّام العشر الأوائل من ذي الحجّة باستثناء يوم عيد الأضحى المبارك؛ أي انه يوم النَّحر؛ وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة؛ إذ يحرم على المسلم أن يصوم يوم العيد وهذا باتّفاق واجماع الفقهاء والعلماء، وبالرغم من عدم ثبوت دليل على استحباب صيام هذه الأيّام التسع، إلّا أنّ الفقهاء قد استدلّوا على ذلك بعموم أدلّة استحباب الصوم وفَضله، وكون الصوم من الأعمال التي حَثّ عليها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا الذي قمنا من خلاله بتسليط الضوء على فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 1444هـ، حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجّة، فضل صيام اليوم التاسع من ذي الحجة.