شرح درس وفوق كل ذي علم عليم ,لقد كثر الحديثُ عن فضل العلم وفضل أهل العلم ايضا، وفي هذه السطور سنتناول الآيتين الكريمتين من كتاب الله عز وجل ربِّنا تبارك وتعالى، تدلانا على ما يجب أن يتحلى به العلماء وأيضا طلاَّب العلم مِن خُلق التواضع لله سبحانه وتعالى، فأقول وبالله التوفيق: الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾، وبدوره موقع الجنينة سيقوم بسرد التفاصيل من خلال هذا المقال.
شرح الأية وفوق كل ذي علم عليم
نبدأ مع حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾، حيث انه قد قال: “يكون هذا أعلم مِن هذا، وهذا أعلم من هذا، والله فوقَ كلِّ عالم”, وأيضا عن الحسن البصري رحمه الله عليه في حديثه: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾، حيث انه قد قال: ليس عالمٌ إلا فوقه عالم، حتى ينتهي العلم إلى الله سبحانه وتعالى, وعن بشير الهجيمي حيث انه قد قال: سمعت الحسَن قرأ تلك الآية في يوم من الايام: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾، ومن ثم وقف وقال: “إنه والله ما أمسى على ظَهر الأرض عالمٌ إلا وفوقَه مَن هو أعلمُ منه، حتى يعود ذلك العلم إلى الذي قد عَلَّمه”, ولقد قال ابن الجوزي رحمه الله: في قوله: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾؛ أي: انه فوق كل ذي علمٍ قد رفَعه الله بالعلم مَن هو أعلم منه، حتى ينتهي ذلك العلم إِلى الله سبحانه وتعالى، والكمال في العلم هو معدومٌ مِن غيره”, ولقد قال السعدي رحمه الله: “فكلُّ عالم وفوقه مَن هو أعلم منه حتى يَنتهي ذلك العلم إلى العالم للغيب والشهادة”, ولقد أذكر ذلك المثالَ على عدم الإصرار على الخطأ وأيضا الرجوع إلى الحقِّ عند ظهوره وأيضا بيانه، وما ذلك إلا لمعرفةِ أنَّ فوق كلِّ ذي علم عليمًا, فعن محمد بن كعب قد قال: سأل رجلٌ عليًّا عن المسألة، فقد قال فيها، فقد قال الرجل: ليس هكذا، ولكن كذا وكذا، قال عليٌّ: أصبتَ وأيضا أخطأتُ، ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾.
تفسير وفوق كل ذي علم عليم
ان المعنى في الأية” وفوق كل ذي علم ” ممن قد رفعه الله ” عليم ” لقد رفعه بالعلم من الوجه الآخر، فهو أعلم في ذلك الامر الآخر, وفي هذا الدلالة على أن الله سبحانه وتعالى هو عالم لنفسه، لأنه لو كان عالم بالعلم، لكان فوقه العليم، وذلك الباطل, وأيضا الضمير في قوله تعالى ” استخرجها ” هي عائدة إلى السقاية, ولقد قال الزجاج هي العائدة إلى الصواع وانه ممكن ان يذكر وممكن ان يؤنث، ومن قرأ الدرجات من نشاء ” على الإضافة، فالمعنى في نرفع المنازل من نشاء الى رفع منازله وأيضا مراتبه في الدنيا بالعلم على غيره، كما انه رفعنا مرتبة سيدنا يوسف في ذلك على مراتب عن اخوته, ومن قرأ بتنوين ” درجات ” فالمعنى نرفع من نشاء درجات ومراتب كما انه قد رفعنا ليوسف.
الى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية مقالنا الذي قمنا من خلاله بتسليط الضوء على شرح درس وفوق كل ذي علم عليم, تفسير وفوق كل ذي علم عليم.