حكم الجدال بالباطل , ومن القرارات الشرعية والفقهية التي تحتاج إلى توضيح هذا القرار، إن القوانين التي يجب على المرء اتباعها في حياته وفي تعاملاته مع الآخرين منصوص عليها في الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى ذلك، فقد حددت القواعد التي يجب اتباعها أثناء أي محادثة بالإضافة إلى آداب الحوار والمحادثة بين الأفراد، يتم تناول كل من تعريف الحجة الكاذبة، وأحد أحكام الحديث، والتمييز بين الحجة الجديرة بالثناء والحجة التي تستحق اللوم في هذه المقالة.
حكم الجدال بالباطل
غير جائز ومُحرَّم في الشريعة الإسلامية، الجدل الباطل من أسباب الفتنة والخلاف والفتنة والنفور في نفوس المسلمين، يدعو الدين الإسلامي إلى الأخلاق الحميدة ومعاملة الآخرين باحترام، قائد ينتظر من يترك الخصومة، وإن كان على حق، وذلك في قوله: “أنا زعيمٌ ببيتِ في رَبَضِ الجنةِ لمَن تَرَكَ المِراءَ وإن كان مُحِقًّا”، والمراء هو الجدال، والله أعلم.
الفرق بين الجدال المحمود والجدال المذموم
ومن الأمور التي تستحق الثناء في الإسلام، تجنب الجدال والمحادثات الكاذبة بين الناس، ولكن لا بد من بيان التفريق بين الجدل الذي يستحق الثناء والجدال الملقى باللوم:
- الجدال المحمود: والغرض من النقاش هو توضيح أحكام الشريعة وفصل الحقيقة عن الباطل والرذيلة، وليس الهزيمة أو الانتصار في نهاية الحديث، بل التوضيح والشرح، وقد بيَّنه الله تعالى في قوله في كتابه الكريم:
“ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.
- الجدال المذموم: النقاش والحوار العبثيان اللذان يحاولان كسب الجماهير هو ما يسبب الانقسامات والقطيعة بينهم.
حكم الجلوس في مجالس الجدل
على المسلم الحقيقي أن يحذر من الجلوس في مجالس النقاش الباطل والابتعاد عنها لاحتوائها على أمور كاذبة كالكذب والشجار والكلام بغير علم، قد تؤدي مشاركة الشخص في التجمعات التي تتضمن مناظرات الجدل والحجج بين الناس إلى الانخراط في أمور كاذبة، يجب أن يجلس الإنسان في تجمعات تؤكد على الذاكرة والطاعة والفهم الديني والتعليم، والاعتقاد بأن الله هو الأفضل.
الجدال المحمود أنواعه كثيرة
ومع ذلك، جزء منه حجة ضرورية، بينما البعض الآخر حجة مفضلة، كل هذا يندرج في إطار الحجة الرائعة، من تبرير إلزامي جدير بالثناء : قول الله -تبارك وتعالى- لرسوله صلى الله عليه وسلم: {ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].
ومن أنواع الجدال الواردة في كتاب الله عز وجل :
- مجادلات نوح لقومه:
{قَالُواْ يَنُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ} [هود: 32]،
فنوح جادلهم مجادلات، وليكن في أذهانكم جميعًا أننا حين نقول: مجادلات أي: مناظرات.
- مجادلات إبراهيم عليه السلام: وهي متنوعة متعددة: جداله مع النمرود:
- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِي حَآجّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّيَ الّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنّ اللّهَ يَأْتِي بِالشّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ} [البقرة: 258].
جداله مع عبدة الكواكب قومه، جداله مع أبيه حين دعاه للتوحيد قبل أن يخرج مهاجرًا، جداله مع الملائكة الذين جاءوا لإهلاك قوم لوط، وجدال موسى مع فرعون، وجداله مع السامري، جدال موسى مع السامري، وكذا… إلخ، كل هذه المجادلات وردت في كتاب الله عز وجل .
كما وردت أيضًا نصوص عن الجدال في السنة النبوية -الجدال بمعنى المناظرة- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:
((جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم))، طبعًا الجهاد بالألسنة هو المناظرة أو المجادلة التي هي بالحق.
من أمثلة المناظرات والجدل
سندرج لكم في مقالنا عبر موقعنا الجنينة على أمثلة المناظرات والجدل على النحو التالي:
- مناظرة ابن عباس رضي الله عنهما للحرورية أو الخوارج، على عهد علي رضي الله عنه.
- مناظرة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله رحمة واسعة- للخوارج في عهده -رحمه الله.
- مناظرة الإمام أحمد بن حنبل للجهمية المعتزلة في مسألة خلق القرآن والصفات.
- مناظرة عبد العزيز بن يحيى الكناني لِبِشر بن غياث المريسي بحضرة المأمون.
- مناظرة ابن تيمية -رحمه الله- لكثير من علماء الكلام.
- مناظرة رحمة الله الهندي للنصارى.
وفي ختام مقالنا نكون قد تعرفنا عبر موقعنا الجنينة على حكم الجدال بالباطل ، وقد تعرفنا أيضا على الفرق بين الجدال المحمود والجدال المذموم، وقد تعرفنا أيضا على حكم الجلوس في مجالس الجدل، وكما أيضا تعرفنا على الجدال المحمود أنواعه كثيرة، ونتمنى أن نكون قد افدناكم عبر مقالنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.