الكثير من المسلمين يتساءلون عن تاريخ وفاة الرسول الذي ذكر في صحيح البخاري وهو من الأمور التي اختلف فيها الفقهاء ولكنّ المسلمون بطبعهم يدفعهم المحبة التي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحبّ المعرفة في سيرة سيّد الخلق والمرسلين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، موقع الجنينة يقدم مقالا بعنوان تاريخ وفاة الرسول هجري.
تاريخ وفاة الرسول بالهجري
إنّ تاريخ موت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالتاريخ الهجري هو في ادق الامور يوافق يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول للسنة الحادية عشرة من الهجرة، فقد روى البخاري في صحيحه عن الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه- في يوم وفاة رسول الله: “أنَّ المُسْلِمِينَ بيْنَا هُمْ في صَلَاةِ الفَجْرِ مِن يَومِ الِاثْنَيْنِ، وأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّلهمْ، لَم قدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إليهِم وهُمْ في صُفُوفِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَنَكَصَ أبو بَكْرٍ علَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وظَنَّ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرِيدُ أنْ يَخْرُجَ إلى الصَّلَاةِ، فَقَالَ أنَسٌ : وهَمَّ المُسْلِمُونَ أنْ يَفْتَتِنُوا في صَلَاتِهِمْ، فَرَحًا برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأشَارَ إليهِم بيَدِهِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنْ أتِمُّوا صَلَاتَكُمْ ثُمَّ دَخَلَ الحُجْرَةَ وأَرْخَى السِّتْرَ“.
ردود أفعال الصحابة عند وفاة الرسول
ولا بدّ من نظهر بعض ما ظهر من الصحابة عند وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد بيان ذكر تاريخ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ، فقد حزن الصحابة الكرام حزنًا ضخما وتألموا لوفاة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، وقد وردت مجموعة كبيرة من الأحاديث التي بيّنت أحوال الصحابة الكرام بعد انتقاله الى الرفيق الأعلى صلّى الله عليه وسلّم، ومنها:
- قال خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “ما رأيتُ يومًا قطُّ كان أحسَنَ ولا أضوَأ مِن يومٍ دخَلَ علينا فيه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما رأيتُ يومًا كان أقبَحَ ولا أظلَمَ مِن يومٍ مات فيه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّ“.
- ذكرت ام المؤمنين عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “لمَّا قبضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وأبو بَكرٍ عندَ امرأتِهِ، ابنةِ خارجةَ بالعوالي، فجعَلوا يقولون، لم يمتِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، إنَّما هوَ بعضُ ما كانَ يأخذُهُ عندَ الوحيِ، فجاءَ أبو بَكرٍ، فَكشفَ عن وجْهِهِ وقبَّلَ بينَ عينيْهِ وقال: أنتَ أَكرمُ على اللَّهِ أن يُميتَكَ مرَّتينِ، قد واللَّهِ ماتَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وعُمرُ في ناحيةِ المسجدِ يقول: واللَّهِ ما ماتَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، ولا يموتُ حتَّى يقطعَ أيديَ أناسٍ منَ المنافقينَ كثيرٍ وأرجلَهُم، فقامَ أبو بَكرٍ، فصعِدَ المنبرَ فقال: من كانَ يعبدُ اللَّهَ فإنَّ اللَّهَ حيٌّ لم يَمُتْ، ومن كانَ يعبدُ محمَّدًا فإنَّ محمَّدًا قد ماتَ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شيئًا، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ قالَ عمرُ: فلَكأنِّي لم أقرأْها إلَّا يومئذٍ“.
كم كان عمر الرسول عند وفاته
كان عمر رسول الله-عليه الصلاة والسلام- عندما توفي كان عمره ثلاث وستين سنة، فقد قال خادم رسول الله أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “قُبِضَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَهو ابنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَهو ابنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَعُمَرُ، وَهو ابنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ“. كذلك روى مؤلف كتاب المنهاج الإمام النووي في شرح مسلم: “واتفق على أن أصحها ثلاث وستون، وتأولوا الباقي عليه”.
وصايا النبي قبل وفاته
اذا كنا نريد الحديث عن تاريخ وفاة الرسول صحيح البخاري فيجب علينا ان نتكلم عن وصايا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قبل وفاته فيما يأتي:
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “مَرَّ أبو بَكْرٍ، والعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، بمَجْلِسٍ مِن مَجَالِسِ الأنْصَارِ وهُمْ يَبْكُونَ، فَقالَ: ما يُبْكِيكُمْ؟ قالوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَّا، فَدَخَلَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرَهُ بذلكَ، قالَ: فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقدْ عَصَبَ علَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ، قالَ: فَصَعِدَ المِنْبَرَ، ولَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذلكَ اليَومِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أُوصِيكُمْ بالأنْصَارِ، فإنَّهُمْ كَرِشِي وعَيْبَتِي، وقدْ قَضَوُا الذي عليهم، وبَقِيَ الذي لهمْ، فَاقْبَلُوا مِن مُحْسِنِهِمْ، وتَجَاوَزُوا عن مُسِيئِهِمْ“.
- روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قَبْلَ مَوْتِهِ بثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يقولُ: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ“
الى هنا نصل لنهاية المقال في موقع الجنينة الاخباري متمنين لكم ان تكونو قد حصلتم على كافة المعلومات حول هذا الخبر .