انه ينفع مما نزل من البلاء ومما لم ينزل،الدعاء عبادة ، والمؤمن الصادق يقترب من ربه بأفضل العبادة وأكملها وأفضلها، وفي الدعاء قرب وخضوع وتضرع لله تعالى ، وفيه استجابة ووفاء لنية الأمر والحديث كله ، وفي الدعاء يجلب الخير ، و يدفع الأذى ، ويحقق للنفس ما ترجوه و يسرها و يفرحها ، و من خلال هذا المقال سنوضح حديث انه ينفع مما نزل من البلاء ومما لم ينزل.
انه ينفع مما نزل من البلاء ومما لم ينزل
الدعاء هو ما ينفع مما نزل من البلاء ومما لم ينزل البلاء، و قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل من البلاء، ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل، فيتلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة “،لذلك فإن الدعاء هو أقوى سلاح يمتلكه المؤمن لدرء البلاء وصد المنكر ، وهو أن يدعوا الله بالسؤال والرغبة في ما وعد به و الخضوع له ، و قال الإمام ابن القيم في تحقيق المطلوب و النجاة مما يخشى: هو طلب ما ينفع الداعي وطالب كشف ما يضره أو دفعه.
مقامات الدعاء مع البلاء
و هناك للدعاء مع البلاء مقامات ثلاث هي:
- المقام الأول: أن يكون الدعاء أقوى من البلاء ، حتى يبطل البلاء ، ويريح المسلم ؛ لتحقق جميع الشروط والواجبات والمستحبات.
- المقام الثاني: أن يكون الدعاء أضعف من البلاء ، ويصاب به العبد ؛ لقلة يقين العبد من أن الله تعالى سيستجيب لدعائه ، أو تهاون العبد وهو يدعو الله تعالى.
- المقام الثالث: أن يقاوموا الدعاء والبلاء في السماء ، وكل واحد يمنع صاحبه.
فقال صلى الله عليه وسلم:{الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ}.
أثر الدعاء
الدعاء والرجوع إلى الله عز وجل والخضوع له آثار وفوائد عظيمة نذكرها على النحو التالي:
- في الدعاء دفع للبلاء و إلى ما يصيب الإنسان من بلاء وضيقة ومصائب.
- وفي الدعاء يأتي الخير وزيادة و فيه كفارة الذنوب والمعاصي.
- والدعاء من أهم الاستجابات ، والنصر ، وتحقيق المنشود ، وتحقيق رضا الله سبحانه وتعالى.
- الحصول على أجر العبادة ، فإن الدعاء من أكرم العبادات وأجملها ، وفيه التقرب والخضوع والذل لله تعالى جلالته.
- إظهار ضعف العبد وذلّه وحاجته إلى ربه وتضرعه أمامه.
- وهو ينتفع بما نزل من البلاء وما لم ينزل ويسهل الشدائد.
- شرح مفهوم التوكل على الله ، والاستعانة به ، لأن العبد لا يلجأ إلى الله – سبحانه -لثقته بقدرته على تحقيق مطلبه ، أو لدرء مكروه عنه.
كيف يرفع الله الابتلاء
من أجل البلاء ، يمكن القيام بالعديد من الاعمال و العبادات لكي يزيل الله البلاء عن عبادة المؤمنين ، ومن بين هذه الأعمال هي :
- الإكثار من الدعاء وعدم اليأس من رحمة الله تعالى.
- التوبة من الذنوب والمعاصي.
- الثبوت على الحق والرضا بقدر الله ومصيره.
- مخافة الله و تقواه.
- أداء العبادة الحسنة وزيادة العبادة.
- قراءة القرآن والصلاة في الليل.
- الصدقة.
- الاحسان للناس.
هل الدعاء يغير القدر
الدعاء و التذلل لله وطلب منه رفع الابتلاء ، أو جلب الخير ، أو شكره على نعمة ، والدعاء يغير القدر ، فلا يرجع ولا يخفف القدر إلا عبادة الدعاء ، عن نبي الله محمد – صلى الله عليه وسلم – قال:”لا يردُّ القدرَ إلا الدُعاء “، وهذا كله بعلم الله سبحانه وتعالى وأمره، و الارتباط الوثيق بين القدر و القضاء والدعاء يجعلهم يتشاجرون في السماء ، فالقدر في طريقه إلى التأثير والنزول ، فيقابل بالدعاء ويتشاجرون في السماء ، فيكون بعلم الله تعالى أن هذا الدعاء المستجاب يغير هذا القدر ، أو أنه في علمه – سبحانه – أنه يخفف ويقلل من أثر القضاء والقدر على هذا الشخص ، أو في علمه سبحان الله أن يستمر هذا الدعاء في تناقض مع القدر و القضاء إلى يوم القيامة ، وكل ذلك في علم الله عز وجل.
الى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا الذي عرضنا فيه حديث نبي الله عن الدعاء انه ينفع مما نزل من البلاء ومما لم ينزل، كما وضحنا ايضاً مقامات الدعاء مع البلاء واثر الدعاء و كيف يرفع الله البلاء و فيما اذا كان الدعاء يغير القدر.