الحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم

مع اقتراب يوم عيد الأم يبحث العديد من الأشخاص عن الحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم حيث أن يوم الواحد والعشرين من آذار من كل عام  يحتفل فيه الأشخاص في مشارق الأرض ومغاربها بهذا اليوم، والذي يصادف هذا العام يوم الاثنين الواحد والعشرين من آذار لعام 2023،ولنتعرف على الحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم تابعوا معنا .

الحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم

تكريم الأمّ والإحسان إليها وبرّها واجبٌ شرعيٌّ مطلوبٌ من الأبناء في كلّ وقتٍ وحينٍ، في حال حياتها أو مماتها، والحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم حرام ولا يجوز الاحتفال بيوم الأم، حتى ولو كان بنيّة التقرّب لله والتعبّد، وعيد الأم بدعة أدخلها الغرب علينا، ويجب على المسلمين الابتعاد عن التشبّه بغير المسلمين وبالأعياد الجاهليّة البدعيّة، وتقليد غير المسلمين في عادة الاحتفال بيوم الأم لا يوافق المقاصد الشرعيّة، وليس هناك ما يدعو إليه، فهو تقليد أعمى للغرب، وعلى المسلم لزوم تحرّي مخالفة سنة الجاهليّة من الغرب وغيرهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف:(أَبْغَضُ النَّاسِ إلى اللَّهِ ثَلاثَةٌمُلْحِدٌ في الحَرَمِ، ومُبْتَغٍ في الإسْلامِ سُنَّةَ الجاهِلِيَّةِ، ومُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بغيرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ)، قال ابن تيمية: “وكل من أراد في الاسلام أن يعمل بشيء من سنن الجاهليّة دخل في هذا الحديث”، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على مخالفة عادات غير المسلمين من أهل الكتاب واليهود وغيرهم.

إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضا؛ فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى ، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام ، وهي عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع ( يوم الجمعة ) وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة ، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” أي : مردود عليه غير مقبول عند الله وفي لفظ : ” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ” ، وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى عيد الأم ، لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد ، كإظهار الفرح والسرور ، وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك ، والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به وأن يقتصر على ما حده الله تعالى لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ، والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمعة يتبع كل ناعق بل ينبغي أن يُكوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسياً ؛ لأن شريعة الله – والحمد لله – كاملة من جميع الوجوه كما قال تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ، والأم أحق من أن يحتفى بها يوماً واحداً في السنة ، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها ، وأن يعتنوا بها ، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله عز وجل في كل زمان ومكان .

من أين بدأ يوم عيد الأم

بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي في مصر على يد الأخوين “مصطفى وعلي أمين” مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية.. فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل.. وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه.. وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم، وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها، وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك، وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم، فانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وشارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.. واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا، لكن هذه الفكرة لم تلق قبولاً كبيرًا، واعتبر الناس ذلك انتقاصًا من حق الأم، أو أن أصحاب فكرة عيد الأسرة “يستكثرون” على الأم يومًا يُخصص لها.. وحتى الآن تحتفل البلاد العربية بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة ويتم تكريم الأمهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد .

وبهذا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا الذي كان بعنوان الحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم وقد تعرفنا على حكم الاحتفال بيوم الأم ومن أين بدأت فكرة هذا اليوم ونتمنى لكل أمهاتنا دوام الصحة والعافية ودمتم بخير .

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *