هل التخاطر حرام ،غالبًا ما يفكر الشخص في شيء معين ، وعندما يبدأ في الحديث عنه أو النطق به ، يقوله هو وشخص آخر في نفس الوقت ، كما لو كان هناك ارتباط بالأفكار بينهما، لذلك يشعر الكثير من الناس بالحيرة إذا كان هذا هو التخاطر وأي نوع ، والعديد من الأسئلة الأخرى التي تدور في أذهان كثير من المسلمين حول حرمة التخاطر، وعبر المقال التالي سننتطرق لتعريف التخاطر و الإجابة عن السؤال هل هو حرام وأهم المعلومات عن هذا الموضوع.
ما هو التخاطر
وهو من الموضوعات التي لا تزال حتى يومنا هذا أحد الموضوعات التي تثير جدلاً علميًا ، وهو ما يعني القدرة على التواصل بين عقلين ، وتبادل الخواطر والأفكار والصور حتى والحصول على المعلومات من عقل إلى آخر ، دون لفظي مباشر و التواصل بين الفردين، وقال العديد من العلماء أن مفهوم التخاطر ينشأ من وهم ليس طبيعي لدى البشر ، حيث قال قسم آخر من العلماء لدراسة هذه الظاهرة واعتبرها ظاهرة علمية واقعية.
هل التخاطر حرام
التخاطر باطل ولا أصل له في الإسلام ، ورغم حقيقة قصة سارية عمر وتفسيره المشهور لها ، فإن هذا لا يعد تخاطر أو حتى مخاطبة الأرواح ، بل هو إلهام من الله تعالى ، و من الكرامات التي خص بها عمر بن الخطاب ،و في حديث نبوي رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (نَّه قدْ كانَ فِيما مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وإنَّه إنْ كانَ في أُمَّتي هذِه منهمْ فإنَّه عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ).
حقيقة وجود التخاطر
مما لاشك فيه أن هناك أشياء في الحياة تحصل للإنسان ، مثل الصحوة الفكرية للإنسان ، أو توقعه لشيء ما أو اكتشاف بصيرته ، ومن بين هذه الأمور ما حدث لأبي بكر الصديق وعلمه أن زوجته حامل بأنثى ، وكذلك ما حدث مع عمر بن الخطاب عندما قال في خطبته يوم الجمعة: “يا ساريةُ الجبلَ ، يا ساريةُ الجبلَ”، حيث أرسل سرية للقتال تحت قيادة سارية فهاجم سارية على الجبل في اليوم والساعة نفسها التي كان فيها عمر بن الخطاب يلقي الخطبة، وهذا النوع من التخاطر هو وحي رحماني من الله تعالى لعبيده ،بينما التخاطر والتواصل النفسي الذي قد يكون شيطانيًا أيضًا فهو باطل ومُحرَّم والله أعلم.
اقرأ أيضاً : ما هي جرائم القانون العام
بداية ظهور التخاطر
برز مصطلح التخاطر رسميًا للمرة الأولى خلال عام 1882 م ، وكان فريدريك مايرز هو أول شخص يوضح مفهوم التخاطر ، وقد عرّف التخاطر بأنه تواصل العقل البشري مع عقل إنسان آخر ، بعيدًا عن الطرق أو قنوات الاتصال المشهورة للإنسان ، و خلال عام 1886 م بدأت عملية البحث الدراسة العلمية عن التخاطر في الغرب ، من خلال جمعية البحث النفسي ، وخلال تلك المدة نشرت النتائج الأولى التي تمكنت من الوصول إليها في هذا الموضوع في قسمين مجلدات بعنوان “أوهام الأحياء”.
حكم التخاطب من خلال الأرواح
يزعم البعض القدرة على التواصل من خلال الأرواح أو استخدام الأرواح ، ويقوم هؤلاء بالإدعاء أنهم يمتلكون قدرة كبيرة على التواصل ومخاطبة الأرواح وتبادل الأفكار والمشاعر معهم ، إلى جانب استدعاء أرواح الموتى ، أو التحدث مع الأرواح من الموتى بطرق السحر ، ويعتبر هذا التخاطب من المحرمات في الشريعة الإسلامية ، وهو علم لا صحة له ولا أصل لحقيقته.
الى هنا نختم مقالنا الذي تناولنا فيه الإجابة عن سؤال هل التخاطر حرام ، كما تعرفنا الى ما هو التخاطر و ما حكم حقيقة وجوده و بداية ظهوره و حكم التخاطب من خلال الأرواح.