ذكر الله تعالى في القرآن الكريم الكثير من قصص الأنبياء ، و من ضمن أنبياء الله تعالى هو سيدنا إدريس عليه السلام ، ذكر سيدنا إدريس في القرآن الكريم مرتين ، مرّة في قوله تعالى :” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا*وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ” (سورة مريم ) ، و مرّة الثانية في قوله تعالى : ” وَ إِسْمَاعِيل وَ إِدْرِيس وَ ذَا الْكِفْل كُلّ مِنْ الصَّابِرِينَ ” (سورة الأنبياء ) ، حيث وصفه الله سبحانه و تعالى بالنّبي الصدّيق و كذلك من الصّابرين ، وهو ثالث أنبياء الله سبحانه و تعالى في الأرض .
و هو إدريس بن يارد بن مهلائيل بن شيث . وُلِد سيّدنا إدريس عليه السلام في دولة العراق في مدينة بابل ، فنشأ و ترعرع فيها ، و تعلّم من سنن سيدنا آدم عليه السّلام ، ثم ذهب إلى أرض مصر ليبشر و يعلم الناس فيها برسالة الأنبياء قبله ، فأهل مصر استقبلوه و اُشتهر بحكيم الحكماء بسبب لعلمه الكبير و الواسع الذي تعلمه في دولة العراق ، لذلك لقب سيدنا إدريس بأبي الحضارتين العراقيّة والمصريّة ، لأنه عاش و تعلم في الحضارة البابليّة و السومريّة و الحضارة المصريّة .
عمل سيّدنا إدريس عليه السلام :
لُقب سيّدنا إدريس بهذا الاسم بسبب كثرة دراسته و مدارسته و تعلمه للكتب السماويّة حيث كانت الملائكة تعلمه عند اختياره نبيّاً من أنبياء الله تعالى و قد علمه الله العلم و الفهم و الحكمة ، فهو يعتبر أول من خطّ بالقلم و تعلم الكتابة و علمها لقومه فكان هو أول من استخدم و اخترع أدوات الكتابة ، و هذا ما أشارت أليه النّقوش المسمارية ” إحدى الكتابات في الحضارة السّومرية” ، و تعلم عليه السّلام العديد من العلوم مثل حركة الكواكب و علم النّجوم ، الحساب و علم الفلك ،و أيضاً تعلم اثنتين و سبعين لغة و هي عدد اللغات التي كان يتحدث بها النّاس في زمنه ، بالإضافة إلى العمل بالخياطة و دعوته للناس بالتوحيد كان أول من ركب الخيل و استخدمها في الهجرة و التنقل .
صفات النبي إدريس :
- كان صديقاً ، قال تعالى : ” وَاذكُر فِي الكِتابِ إِدريسَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّ ” .
- مكانته و منزلته عند الله – عزّ وجلّ – عالية و سامية ، فقد قال الله ( تعالى ) عنه في كتابه العزيز : ” وَرَفَعناهُ مَكانًا عَلِيًّا ” .
رسالة سيدنا إدريس عليه السلام :
حيث كانت رسالة سيدنا إدريس عليه السلام ، تدعو الناس و العباد إلى عبادة الله وحده لا شريك له بعد أن ذهبوا إلى الضلالة بعد موت سيدنا آدم وجده شيث ، حيث كثرت المنازعات و الخلافات بينهم و انتشر الظلم بسبب عدم اتباعهم لشريعة الله و الابتعاد عنها ، فذهب إلى مصر حتى وصل إلى النيل و يدعو الناس لمكارم الأخلاق و اتباع شريعة و منهاج الله سبحانه و تعالى ، حيث علّم الناس الصلاة و الصوم و جميع العبادات الأخرى .