ما حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل، فالشريعة الإسلامية هي الشريعة الكاملة الشاملة في شتى ميادين الحياة، وقد نظمت الشريعة في كل ما يرتبط بالأنظمة الاجتماعية التي تعتبر العائلة النواة الأولى لها، وتعد الزوجة ركنٌ أساسي من أركان هذه النواة، وقد حازت المرأة على اهتمام كبير في الإسلام وكان لها في الشريعة الإسلامية أحكاماً خاصة بها، تتناسب مع قدراتها وميولاتها وفطرتها السليمة، بل جاءت سورة كاملة في القرآن سميت بسورة النساء، وسيتناول موقع الجنينة حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الزعل.
حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل
لا يحق شرعاً للمرأة أن تمانع الجماع مع زوجها إذا أرادها أبدًا لا للزعل ولا لأي سبب كان، بل يجب على الزوجة أن تمكّن الزوج منها متى أراد، إلا إذا كانت حائض أو لها عذر كالمرض مثلا، ويحق للزوج بمجرد دفع صداقها المعجل، وهو يعادل حق المرأة بواجب الزوج الإنفاق عليها، فلا يجوز أن يمنعه أي سبب من النفقة على الزوجة سواء الغضب أو غيره، وعليه أن يراعي معاملة الزوجة بالمعاملة الحسنة فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: خيركم خيركم لأهله.
امتناع المرأة عن إجابة زوجها بسبب حالتها النفسية
يجب على المرأة تمكين زوجها من وطئها والتمتع بها باتفاق الأئمة الأربعة، كما أنه ليس من المبرر عدم إرادة الزوجة وعدم شهوتها لتمنع نفسها عن زوجها، وقد جاء في الحديث الشريف العديد من الأحاديث الصحيحة التي توضح أهمية حق الرجل و وجوب تلبية الزوجة لطلبه، فعن عبد الله بن أبي أوفى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه، لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها، ولَو سألَها نفسَها وهي علَى قَتبٍ لم تمنعْهُ [ نفسَها ]” فلو كانت المرأة في شغلٍ شاغل، ودعاها زوجها عليها أن تجيبه فلا عذر في عدم الشهوة والرغبة والله أعلم.
حكم رفض الزوجة للجماع بدون سبب
إن الأصل أنه يحرم على الزوجة أن تمنع نفسها عن تلبية طلب زوجها للجماع حتى وإن كان كل يوم، وقد وردت الكثير من الدلائل الشرعية بوجوب تلبية رغبة الزوج، لكن الزوجة يجوز لها الإعتذار في الحالات التالية:
- أن الجماع يسبب الضرر الجسدي للزوجة بفحص طبي موثوق، فيجوز عندها للمرأة أن تمتنع عن تلبية زوجها.
- إذا كانت الزوجة مصابة بعجز جسدي لا تستطيع معه تلبية زوجها، فالتكليف يكون مع القدرة، ولو سقطت القدرة إنتفى التكليف.
- لا يعتبر النفور من الجماع عذراً شرعياً للزوجة لتمتنع عن زوجها.
- لا يجوز لها الجماع إذا كانت الزوجة حائضًا أو نفساء.
حكم المرأة الناشز في الإسلام
إن النشوز هو أن تعصي الزوجة زوجها وتمنع نفسها عن زوجها، وهو معصية المرأة زوجها في كل أمرٍ فرض الله عليها طاعته، فهي المتكبرة على الزوج والخارجة عن طاعته والمعرضة عنه، وإن نشوز الزوجة على زوجها محرم لا يجوز في الإسلام بإجماع أهل العلم ، وقد قال تعالى في القرآن الكريم: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} و الزوجة الناشز تعتبر زوجة مرتكبة للمعصية ويجب عليها التوبة والرجوع لأمر الله وطاعة زوجها ضمن ما شرّع الله.
حكم رفض الزوجة تقبيل زوجها
إن التطرق لحكم ممانعة الزوجة للجماع بسبب الزعل يجعلنا نقف للحديث عن حقوق الزوج على زوجته، وهي من أعظم الحقوق، ويعتبر حق الزوج على الزوجة أعظم من حقها عليه، ونذكر بعضاَ من حقوق الزوج على زوجته كما يلي:
- وجوب طاعة الزوج: فالرجل قوّام على المرأة يرعاها ويقوم على أمرها من مأكل وملبس ومسكن وغيره، فالرجل أمير المرأة تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته.
- وجوب تمكين الزوج من نفسها: فلو كانت الزوجة مؤهلة للجماع، يجب عليها تسليم نفسها لزوجها متى شاء ، ولا يجوز منع نفسها عنه بل بذلك ترتكب معصية عظيمة تكون سبباً لغضب الله عليها.
- تحفظ بيته ولا تسمح بدخول من يكره الزوج: يجب على الزوجة أن تحفظ بيته ولا تدعه مفتوحًا لمن لا يرغب زوجها بدخوله كائنًا من كان.
- عدم الخروج إلا بإذن الزوج: ويعد هذا من أكبر الحقوق، حتى لو هناك سببا هاما مثل مرض أحد والديها، لا يجوز لها أن تخرج إليه إلا بعد أن يأذن لها زوجها.
- يحق للزوج تأديب زوجته: يحق للزوج أن يؤدب زوجته عند عصيانها أمره بما شرع الله، وأن يراعي آداب الإسلام في ذلك وعدم الإفراط أو التجاوز.
- معاشرة الزوج بالمعروف: يجب على الزوجة أن تتقي ربها بزوجها وأن تحسن معاملته.
الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان ما حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب نسأل الله لكم التوفيق في كل الامور.