ما حكم الزوج الذي لا يعاشر زوجته بدون سبب؟ تعددت البحوث حول هذا الكلام في الآونة الأخيرة ، وحظي بنصيب كبير من التفسيرات الشرعية، وأصدرت دار الإفتاء بحث قبل عام في هذا الكلام ، وأقرت بعدم جواز ترك الرجل لامرأته وتحريمه. بدون سبب ظاهر وصريح كما استشهدت به آيات قرآنية في النفي عن ترك الرجل لامرأته منها: فلهم نفس الواجبات التي يجب أن يكون عليها الشرف، والرجل عليهم درجة ، فيجب على المراة المطالبة بحقها الديني لأن الارتباط يقوم على العفة وذلك بالابتعاد عن المحرمات.
ما حكم الزوج الذي لا يعاشر زوجته بدون سبب؟
الواجب على الرجل أن يتقي الله في امراته، وينصفها، ويؤنس غضبها، ويعتني بها، ويحسن التوفيق بين أمور الحياة ومتطلباتها، فلا يجوز له الانشغال المستمر عنها، فالله -سبحانه- جعل الزواج سكناً وطمأنينة، فقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) وعليه أن يعطي لكلّ شيءٍ حقّه؛ ربّه، ونفسه، وأهله، فهذا هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نصيحته لأبي الدرداء حين اشتكت امراته الإهمال والتقصير، فقال: (فإنَّ لأهلِكَ عليْكَ حقًّا، وإنَّ لِضيفِكَ عليْكَ حقًّا، وإنَّ لِنفسِكَ عليكَ حقًّا)، وعليه فإن الرجل المقصّر في حق امراته آثم، ويجب عليه تدارك ذلك، بحسن التعامل واللين حتى تتسبب الوحشة.
حكم تقصير الزوج في معاشرة زوجته
إن إهمال الرجل لزوجته مخالفٌ للدين الإسلامي، ولهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع السيدات، حيث أوصى بهنّ خيراً، وقد يترتب على إهمال المراة مفاسد شرع الله الارتباط من أجل دفعها، وقد يترتب عليه أيضاً الضنك وعدم النوم في الحياة العائلية، وتتنوع صور الإهمال، وإن كانت كلها سبباً للذنب، وفيما يأتي ذكر بعض صور التكاسل وما يتعلق بها من الأحكام.
إهمال الزوج زوجته عاطفياً
يجب على الرجل مراعاة المصلحة في الاهتمام بأحاسيس امراته ونفسيتها، فلا يكون أنانياً يريد حاجته منها دون التلفت إليها، فقد تكون متعبة أو حزينة؛ لأمر تخفيه عن رحلها حتى لا تشغله، وقد تكون ممن اختلاف الحمل طباعها، وأرغمها الوحم على البعاد وغير ذلك من الامور التي تؤثر عليها؛ من رعاية الأولاد والبيت، فيجب على الرجل الصبر والاحتساب، وارتفاع الاهتمام بها إلى أن تتحسن، فعدم التماشي يوقعها في الحرج والتعب، ويزيدها حالتها النفسيّة سلبية.
إهمال الزوج نفقة زوجته
إن نفقة المراة تجب على رجلها غنيةً كانت أو فقيرة؛ لأنها أمسكت عن الجري والخروج للعمل والكسب بسببه، وهذه النفقة مستطيعة بوضع الرجل دون تحميله ما لا يطيق، وقد يسبب إهمال النفقة إلى الطلاق؛ لخشية السقوط في الحرام، والسلبية من عدم الإنفاق، فتلجأ المراة إلى القضاء وتطلب الطلاق.
علامات عدم رغبة الزوج في زوجته
لا يجوز للرجل هجر فراش زوجته دون سبب شرعي، بل يجب عليه أداء واجباتها؛ لقوله -تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)،فإن امتنع أو كسل؛ فلها حق الاعتراض منه وعدم الرضا والسكوت عن ذلك، والمطالبة بحق التحصين، والعفة ضد الوقوع بالحرام، وعلى المراة أيضاً حسن التجمل، والاعتناء بنفسها.
حكم إهمال الزوج لزوجتة عاطفيا وجنسيا
تعدّد الزوجات أمر اجازه الدين الإسلامي، واشترط له العدل بين الزوجات؛ أي أن يكون العدل في النفقة، والمعاشرة، والقسمة، والحقوق المادية، وأما ما يصعب السيطرة به من ميل قلبي والعشق خاصة فلا يحاسب عليه الرجل، ولكن على ألا يتحول إلى ظلم في الاعمال والتصرفات، فإن دفعه حبه للمرأة منهن إلى ارتفاع العطاء أو إهمال قريناتها، فإن الرجل ظالم آثم بذلك.
طرق علاج إهمال الزوج لزوجته
تعدّدت الامور التي تساعد على علاج الإهمال وعمل السكينة للشريكين، ومحاولة الإصلاح بينهما، نذكر ابرزها:
- وضع الرجل نفسه مكان امراته؛ ليقدر ظروفها في حال وقوع الإهمال.
- المرأة عاطفيّة بطبيعة فطرتها وخلقتها، فيجب مراعاة احاسيسها وطبيعة حالاتها.
- التغاضي وعدم المطالبة بما فيه عبء على الشريكين.
- الصبر والحكمة في حل المسائل.
- النصح والاستعانة بأناس صالحين عند إهمال الزوج ونشوزه.
- العمل على أن يكون الرجل قدوة بسيطرته، والاستطاعة على التغيير لأهله وزوجته.
- عدم مقابلة الإساءة بالإهانة، والسيئة بالإهانة، والهجران بالخسران.
- الرعاية والرحمة ولين الجانب.
- الاستعانة بالأمور التي تكون هي الحلول على حسب الدين الإسلامي.
الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان ما حكم الزوج الذي لا يعاشر زوجته بدون سبب؟ ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب نسأل الله لكم التوفيق في كل الامور.