تحتفل دول العلم في الرابع عشر من فبراير بعيد الحُب أو ما يسمى بالفالنتين، فما القصة الحقيقية وراء هذا العيد، وما هو موقف الإسلام منه، وما الذي يجب على المسلمين أن يفعلوا بشأن انتشار هذه العادات الغربية بينهم؛ سنعرض لكم في هذا المقال كل هذه المعلومات التي قد يتساءل الكثير عنها.
قصة عيد الحب الحقيقية
يعود أصل هذا اليوم إلى القرن الثالث ميلادي زمن حكم الإمبراطورية الرومانية والامبراطور كلايديس الثاني والذي كان أيضاً تاريخ وقت عطلة الربيع في 15 فبراير للرومان القدماء، وفي تلك الفترة كان الإمبراطور يحرم الزواج على الجنود الذين سيخوضون الحروب معه؛ وذلك بحجة أن الزواج يشتت انتباههم ويلهيهم عن تأدية مهامهم العسكرية، وكان وقتها هناك قس يدعى فالنتين يدعو للمسيحية لم تعجبه فكرة إلغاء الزواج؛ فكان يقوم بجمع المحبين وتزويجهم، وعندما تم فضح أمره أمر الإمبراطور كلايديس بسجنه وإعدامه، ويُقال أنه قبل إعدامه قد وقع في حب ابنة السجان وترك لها رسالة كتب فيها “من حبيبك فالنتين”، وتم تنفيذ الحكم فيه في يوم 14 فبراير وليلة 15 فبراير من عام 270 ميلادي، ومن بعدها تم وضع اسم “قديس” للقس فالنتين، وبعد انتشار الدين المسيحي في روما وأوروبا تم اتخاذ هذا اليوم يوماً للمحبين؛ وتكريما للقسيس فالنتين على شجاعته حيث أنه رفض التخلي عن دينه مقابل أن يحرره الإمبراطور من سجنه.
موقف الشريعة الإسلامية من عيد الحب
أوضح العلماء من المسلمين و الشريعة الاسلامية موقف الاسلام من عيد الحب اذ انها من اعياد المشركين المحرمة و التي لا يجوز للمسلم الاحتفال بها نهائيا او حتى التشبه بهم حيث نصت احاديث نبوية شريفة عن الرسول صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم و اقوال عن ائمة الشريعة و آيات قرآنية التي اكدت على حرميه الاحتفال بهذا اليوم و من هذه الاحاديث والآيات والاقوال هي:
- روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- في الصحيح من الحديث: “عن أنسٍ قالَ : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان. قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر”.
- وقد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “إن الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله تعالى: ( لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه) كالقبلة والصيام فإن موافقتك على الاحتفال بهذا العيد يعني أنك توافقهم على اسلوب حياتهم من الكفر و الفسق بالله
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أنَّ أبَا بَكْرٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِنْدَهَا يَومَ فِطْرٍ أوْ أضْحًى، وعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بما تَقَاذَفَتِ الأنْصَارُ يَومَ بُعَاثٍ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ؟ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعْهُما يا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وإنَّ عِيدَنَا هذا اليَوْمُ“.
علة النهي عن التشبه بالكافرين
هناك حكمة من نهي الله عز وجل للمسلمين أن يتشبهوا بالكافرين أو أن يقلدوا معتقاداتهم؛ وذلك لأن التشبه بهم يجعل لدى المسلم ميول لمحبتهم ومحاولة تقليدهم في أمور أخرى كالأمور الدينية؛ وهذا يخالف إيمان المسلم السليم؛ لذلك لايجب على المسلمين التشبه ومحاولة تقليد الغرب في كل أمورهم مثل أعيادهم ومناسبتهم.
الواجب على المسلم تجاه عيد الحب
و بما أن الاسلام و الشريعة الاسلامية أوضحت حرمية احتفال المسلم بعيد الحب كما ألزمت المسلم بعدة امور يجب عليها القيام بها منها :
- البعد عن التشبه بالكافرين في عاداتهم واعيادهم و ضرورة فهم المسلم لعقيدة الولاء و البراء
- و عدم فعل الامور التي تغضب الله او التجارة بالأمور والاشياء المتعلقة بهذا اليوم
- و عدم الاندفاع وراء مبرهجات هذا اليوم و ما فيه من زينة و جميلات تضعف النفوس
- مخافة الله وتقواه كما يجب الانصياع لعادات ديننا الاسلامي .
و في نهاية مقالنا هذا التي تناولنا فيه قصة عيد الحب و موقف الاسلام من هذا العيد و علة التشبه بالكافرين و الامور الواجب على المسلم اتباعها تجاه عيد الحب