قصة الملكة فيكتوريا وعبدول، أي شخص في هذا الكون له الحق في اختيار هواية أو صديق، فغالباً ما لن يلتفت إليه من حوله أو يضعونه تحت الأنظار من أجل تلك الصداقة أو الهواية، ولكن عندما يأتي ذلك بالنسبة للعائلات المالكة فكان الوضع مختلف، حيث وقعت معضلة صعوبة العيش حياة عادية حيث قامت الملكة فيكتوريا ملكة إنجلترا، التي جلست على العرش حتى عام 1901م، وكانت الهند في ذلك الوقت تابعة للإمبراطورية البريطانية، وذات يوم جاءت لها هدية من الهند، كما غيرت السنوات المتبقية من حياتها وأعطاها ذوقاً وشغفاً، لكن هذه الهدية لم تروق لباقي أفراد العائلة المالكة في القصر، حيث بدأت حرب داخلية تحرم الملكة من الهدية التي تحولت إلى مونشي.
عبدول بجوار الملكة فيكتوريا
هذه اللغة تحدثت بها عبد وأثارت شغف الملكة فيكتوريا، فطلبت منه أن يعلمها تلك اللغة وكانت طالبة مجتهدة، وهو ما أثبتته الكاتبة الشرباني باسو في كتابها (فيكتوريا وعبدول، فأن القصة الحقيقية لأقرب صديق للملكة) عندما أدرجت بعض نصوص الرسائل التي كتبها الملكة فيكتوريا بخط يدها باللغة الأردية والتي كتبتها إلى عبدول، وبعض اليوميات الشخصية للملكة، والتي كتبها بنفسه باللغة الأردية والتي تمكنت الشرباني من الوصول في بحثها عن كتابها الذي كان يدور حول الصداقة القوية بين الملكة وعبدول، والتي حاولت عائلتها إخفاءها لسنوات عديدة.
كما أن هذا الكتاب الذي تحول لاحقاً إلى فيلم درامي في عام 2017م تحت عنوان فيكتوريا وعبدول، كما تأخر إنتاج هذا الفيلم الذي يحكي عن صداقة غريبة من نوعها، حيث أبقت العائلة المالكة قصة عبدول سرا حتى عام 2010م.
رعب في القصر الملكي
لم يكن وجود خادمة هندية في قصر الملكة فيكتوريا سراً ولم تستطع أسرتها إخفاء ذلك عن الناس، لكن ما دفنوه في بئر عميق لسنوات عديدة هو أن عبدول لم يكن خادماً للملكة، بل كان المعلم الروحي لها لأنها اختارت أن تسميه باللغة الهندية مونشي، فقد كانت تسير معه في أروقة القصر تخبره عن مشاعرها وأفكارها كأنه صديق، بينما كان يروي لها عن الإسلام وحياته في الهند وقصص لا تعرف عنها شيئاً ابن رائع، كما أنهت خطاباتها بتوقيع والدتك العزيزة والدتك المحبة.
اللوحة التي أمرت الملكة فيكتوريا برسمها لعبدول
أن من عادة الملوك يقومون برسم لوحات فخمة للنبلاء الذين يعتزون بهم على أحد أهم الجدران الملكية في إنجلترا، وفي أحد المباني الخاصة التي عاشت فيها الملكة فيكتوريا توجد لوحة مصنوعة من الذهب تصور عبدول كشخص نبيل في اللوحة وليس خادماً، كما أن حمل كتاب بين يديه دليل على تمتعه بالعلم والثقافة.
- حيث أن هذه العلاقة الوثيقة التي جمعت الملكة مع الشاب الذي هو في سن أحفادها، قد أثارت غضب الكثيرين في القصر وأهمهم طبيب الملكة جيمس ريد، الذي وجد في مذكراته وصفًا للصداقة بين الزوجين ووصفت الملكة عبدول بأنها جنون المنشي موضحة أن هذا الشاب كان يمتلك عقل وروح الملكة وأصبحت مجنونة بذلك على حد وصفه.
الى هنا قد وصلنا لختام مقالنا هذا الذي كان بعنوان، قصة الملكة فيكتوريا وعبدول، كنا تعرفنا على عبدول بجوار الملكة فيكتوريا، وتحدثنا حول اللوحة التي أمرت الملكة فيكتوريا برسمها لعبدول.