شرح قصيدة اذا المرء لم يدنس،وهي إحدى القصائد الجميلة الغنية بالكلمات والأبيات التي تتحدث عن الظواهر والقضايا التي يواجهها كثير من المجتمعات ومنها ويلات الدناءة،تسمى قصيدة شمائل العرب وهي من القصائد التي موجودة في كتاب اللغة العربية للمرحلة الثانوية، وعبر المقال التالي سنقدم شرح عن القصيدة و أبياتها.
قصة قصيدة اذا المرء لم يدنس
إن كل قصيدة بالشعر العربي تحكي قصة جميلة ، وهذه القصيدة للشاعر الجاهلي السموأل بن الحارث ، صاحب البلاغة و البيان، و كان مشهور في زمانه،عاش في شمال المدينة المنورة وكان مضروب به المثل في الكرم والولاء.
أما حكاية قصيدة “إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه” فيحكي أن الشاعر ذهب لخطبة فتاة من قبيلة،و يقال أن هذه الفتاة هي ابنة الملك المنذر لما هربت من ظلم كسرى،ردته بخيبة أمل بحجة أنه من قبيلة صغيرة وضعيفة ، فغضب السموأل ورد عليها بهذه القصيدة الجميلة التي يبين من خلالها أن مقياس قوة المرء و التفضيل بين القبائل ليس بالعدد الكبير بل بالقوة والشجاعة والكرم والأخلاق الرفيعة والصفات الحميدة.
نص قصيدة إذا المرء لم يدنس
و فيما نعرض لكم نص هذا القصيدة الرائعة :
- إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُوَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُتُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُوَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُوَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا
عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُصَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا
إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُعَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا
لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزول
اقرأ أيضاً : قصة قصيرة عن الاخلاق والفضائل خامس ابتدائي
شرح قصيدة إذا المرء لم يدنس
نستعرض فيما يليل شرح القصيدة كل ابيات القصيدة :
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل
- المرء: الرجل جمعه الرجال ، والمقصود: الإنسان ، والشاعر هنا يشير إلى نفسه.
- يدنس : يلوث ، يلطخ x يطهر ، ينظف ، ينقي
- اللؤم : نية
- عرض : شرفه ما يفتخر به الإنسان من حسب أو شرفه
- يرتدي : يلبس × خلع رداء: اللباس ج أردية جميلة: جيد x قبيح
- يوجد استعارتان في الأولى: تصوير الدناء بالطين الذي يفسد العرض ، والثانيى: تصوير العرض في ثوب أبيض نظيف يتنجس ، وسر الجمال الصورة: التجسيم
- والمقصود أنه إذا كان الإنسان لا يتنجس في الدناءة والتعود ، فإن ما يلبسه بعد ذلك يكون جميلاً.
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل
- يحمل : دفع ، إزالة ، تثبيت
- النفس: نفس ، روح ، جمع نفوس، أنفس
- يحمل على النفس: تشددها ، والمقصود منها: يدفع عنها
- ضيمها : ظلمها ، وذلها x إعدلها
- الثناء : المدح × القذف ، الهجاء طريق: الطريق ج (سبل ، أسبلة)
- إذا لم تصبر الروح على مشقاتها فلا سبيل لكسب الثناء الحسن ، والتظلم لا يعني ظلم الآخرين عليهم ؛ لأنهم يرفضون ذلك ويعتبرونه إذلالا.
- وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها: استعارة للضعف والإذلال والذل
- يحمل على النفس ضيمها: استعارة يكون فيها تجسيد الظلم شيئًا ماديًا يحمله ويرفعه) ، والصورة توحي بقبح الإذلال والخضوع التنفير منه.
تعيرنا أنا قليل عديدنا فقلت لها إن الكرام قليل
- تعيرنا : تعيينا × امنحنا
- عديدنا : رقمنا ج الأعداد و عدائد
- الكرام : المحترم المشرف م كريم x اللثام
- تعيرنا : أسلوب خبري ، غرضه : التقليل من شأن قبيلته وإظهار ضعفها
- عيرته على قلة العدد ، ونفت قلة العدد ، فحسبته عارًا ، فأجابت بقلة الشرفاء ، وقوله أن الشرفاء قليلون يتضمن معانٍ كثيرة ، وهي سقوط الزمان عليهم ، والهدف الموت لهم ، واستقبالهم بالدفاع عن أحسابهم وسبهم كأرواحهم الكريمة خوفا من وجوب العار عليهم ، وكل ذلك يقلل من العدد.
وما قل من كانت بقاياه مثلنا شباب تسامى للعلی وکهول
- الكرام : المحترم (م) گریم
- بقاياه : رجاله (م) بقية
- مثل: شبيه (ج) أمثال
- تسامی : ، التعالى ، التباهي ، الارتفاع
- العلا: علو وشرف
- کهول مفردها کهل ، وهو في سن الثلاثين إلى الخمسين
- ولم يقل أن بقاياه مثلنا (كناية عن العزة والكرامة).
- شباب ، کهول (طباق إيجابي)
- يستجيب الشاعر بحكمة لمن تعيره عددًا صغيرًا من قبيلته ، نافياً أن يكون عددهم ليس بالقليل ، خاصة وأن رجالهم ، صغاراً وكباراً ، يسعون دائماً إلى العلا.
وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل
- أنا قليل ، وجارنا عزيز ، وجار الأكثرين ذليل: محسن بديع ، مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويته بالتضاد.
- جارنا عزيز: استعارة لقوة من يجاور قبيلة الشاعر القوي وهو في ظل حمايتها.
- جار الأكثرين ذليل : استعارة لضعف الأعداء رغم كثرة عددهم.
- ذليل ، محسن بديعي/ الجناس الناقص يعطي صوتًا وجرسًا إيقاعيًا
- إن قلة العدد لم تكن ضرر لنا ونحن أولو بأس و يعيش جارنا العزيز تحت حمايتنا ، بينما هناك العديد من القبائل الأخرى التي تعيش في ضعف وجيرانهم في حالة ذل لعدم قدرتهم على حمايتهم.
لنا جبل يحتله من نجيره منيع يرد الطرف وهو كلیل
- منيع : قوي بما يكفي لايمكن للأعداء اختراقه
- نجیره :نساعده و نعينه
- كليل: صفة مشبهة تدل على الثبوت
- جبل منيع تدل عن القوة
- وقيل أنه نوى ذكر الجبل وجبل المجد والسمو،وقيل: هذا الجبل هو حصن السموأل الذي يقال عنه الأبلق الفرد ، أي من دخل إلى جوارنا امتنع على طلابه.
رسا أصله تحت الثرى وسما به إلى النجم فرع لا ينال طويل
- رسا: ثبت واستقر
- الثرى: التراب
- سما: :علا وارتفع
- لا ينال: بعيد المنال ، كناية عن المكانة السامية والعالية
- ويتحدث عن جبل (الأبلق) قائلاً إن هذا الجبل مستقر ويمتد منشئه تحت الأرض ، وهذا دليل على قوته ، فهو مرتفع جداً فوق سطح الأرض ولا يستطيع الأعداء اختراقه.
وما مات منا سيد حتف أنفه ولا طل منا حيث كان قتيل
- وما مات منا سيد حتف أنفه :كناية للفروسية والشجاعة والقوة
- يقال أن فلان مات وأنفه يموت إذا مات بغير قتل أو ضرب،وقيل أن أول من نطق بكلامهم حتف أنفه الرسول – صلى الله عليه وسلم ومعنى البيت أننا لا نموت ، بل نقتل ، ودماء القتيل بيننا لا يذهب هباء.
الى هنا نصل لنهاية مقالنا الذي قدمنا فيه شرح قصيدة اذا المرء لم يدنس، كما تتطرقنا لقصة القصيدة و نص القصيدة.