دعاء ليلة الزواج وكيفية الصلاة يوم الدخلة، خلق الله -تعالى- الإنسان وجعله خليفته في الأرض ليقوم بعبادة الله عز وجلّ، وعمارة الأرض وإصلاحها، وعدم الإفساد فيها، ولأجل عمارة الأرض يتطلب المرور بعدة مراحل، ومن أهم هذه المراحل الزّواج الإسلاميّ القائم على أسس الشّرع الإسلاميّ الصّحيح الذي يبنى عليه الأسرة ومن ثم التكاثر، فالزّواج هو الطريق إلى الإصلاح، وهو النواة الأساسيّة في المجتمع.
دعاء ركعتين الزواج
من المستحب في ليلة الزّواج أن يؤدي الزّوجان بعض العبادات، مثل: صلاة ركعتين، والتوجه بالدّعاء إلى الله تعالى، وفيما يلي توضيح طريقة القيام بهاتين العبادتين:
دعاء الدخول على الزوجة ابن باز
يستحب للزّوج عند دخوله على زوجته أن يبدأ بالدعاء إلى الله تعالى، فيضع الزوج يده على رأس زوجته، ويقول هذا الدّعاء كما روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “(إذا تزوَّجَ أحدُكمُ امرأةً أوِ اشتَرى خادِمًا فليقلِ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما جبلتَها عليهِ وأعوذُ بِكَ من شرِّها ومن شرِّ ما جبلتَها عليهِ وإذا اشترى بعيرًا فليأخذ بذروةِ سنامِهِ وليقل مثلَ ذلِكَ) ويجوز للزّوج أن يدعو بالدّعاء بصوت مسموع، أمّا إذا خشي الزوج خوف زوجته فيقوله سرّاً في هذه الحالة، وفي حالة وطء الرّجل زوجته فإنّه يقول: (اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وجَنِّبِ الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنَا)، فهذا الدّعاء يحفظ الذرية ويجعلها ذرية صالحة بإذن الله تعالى، وفي هذه العبادات تأكيد على أهمية بناء الأسرة وأن الهدف من الزواج يكون أيضاً بنية عمارة الأرض وإنجاب الذرية الصالحة.
كيفية صلاة ركعتي ليلة الزفاف
يصنف حكم الصّلاة في ليلة الزّواج تحت حكم المستحبّ، وتؤدى هذه الصّلاة قبل الدّخول وجماع الزّوجة، وقد ورد أداؤها عن بعضٍ الصّحابة، بينما لم ترد عن سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالذي يؤديها فلا بأس، ومن لم يؤديها بها فلا حرج عليه في ذلك، ففي روايةٍ لأبي سعيد أنّه قال: (تزوَّجتُ وأَنا مَملوكٌ فدعوتُ نفرًا مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فيهمُ ابنُ مسعودٍ، وأبو ذرٍّ وحُذَيْفةُ قال: وأقيمتِ الصَّلاةُ قالَ: فذَهَبَ أبو ذرٍّ ليتقدَّمَ فقالوا: إليكَ، قالَ: أوَ كذلِكَ؟ قالوا: نعَم، قالَ: فتقدَّمتُ بِهِم وأَنا عبدٌ مملوكٌ وعلَّموني فقالوا: إذا دخلَ عليكَ أَهْلُكَ فصلِّ رَكْعتينِ ثمَّ سلَ اللَّهَ مِن خيرِ ما دخلَ عليكَ وتعوَّذ بهِ من شرِّهِ، ثمَّ شأنَكَ وشأنَ أَهْلِكَ).
مهارات الزّواج النّاجح
هناك العديد من الأفعال والسلوكيات والأساليب التي يمكن للزوجين إتباعها للحفاظ على نجاح الزواج دون أن يعكر صفوه شيء، بل يكون مودة ورحمة فعلا ليحقق مقصد الشريعة الإسلامية، وفيما يلي نتطرق لبعضها:
- استخدام الكلمات الحسنة اللينة في الكلام، تشتمل هذه الألفاظ: طريقة التودد والتعبير عن المشاعر التي تحرك العاطفة وتلامس القلوب ليكسب كل منهم قلب الآخر، كما يجب الحفاظ على الاحترام بين الطرفين، والألقاب والكُنى المحببة لهم، حيث أن هذه الأمور هامة جداً تدعم العلاقة على الاستمرار وتحافظ عليها.
- الحرص على دوام الابتسامة والبشاشة، والتلطّف في الكلام والمعاملة، وكسر الروتين بالمزاح اللطيف الذي يدخل السعادة إلى الحياة ويجعل الطرفين أكثر قدرة على مواجهة الضغوط والأحزان.
- التصريح بالحب والشوق بين الزوجين لبعضهما البعض، فالزوجة خاصّةً تحبّ سماع هذه الكلمات من زوجها و الّتي أيضاً تقوي مشاعرها، إلا أن الرجل أيضاً يحب التعبير بشكل واضح عن مدى حب زوجته له وأنه في نظرها أفضل الناس، ما يزيد ثقتهم بأنفسهم وعلاقتهم.
- احترام كل منهم للآخر، ومن ذلك احترام المشاعر والأفكار الّتي تدور بخلد الزوجين، حتّى وإن كانت غير متوافقة، يجب على الأزواج احترامها وترك مساحة الخصوصية لكل منهما.
- تبادل الهدايا بين الزوجين، ففي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم :” تهادوا تحابوا” فالهدايا هي أحد أساليب الوصول إلى القلوب، وبها تزداد المودّة، وتنقص العداوة، فكم لها من آثارٍ إيجابيّةٍ على كلّ طرف، فهي تجلو القلوب وتؤجج مشاعر المحبة بين الزوجين.
- تودد الزوجة لأهل الزوج، وتودد الزّوج لأهل زوجته، وهذه من أهم العوامل التي تزيد من محبة الزوجين لبعضهما وخاصة في بداية الزواج، مع الحفاظ عليها دوماً من خلال التّواصل معهم باستمرار، وذكرهم أمام الطرف الآخر بالخير، والشّعور بالسّعادة والرّاحة حين الجلوس أو الحديث معهم، وعدم ذكرهم بالسّوء أمام أي أحد.
- العناية بجمال المظهر، والحرص على النّظافة الشّخصيّة، والرّائحة الجميلة، والظهور بأفضل مظهر أمام الطرف الآخر والعناية بشكل خاص بما يحب سواء من رائحة عطر أو لبس وما شابه.
- التغافل والتغاضي عن بعض الأخطاء الّتي قدر تصدر أحياناً عن طريق الخطأ، فليس هناك إنسان معصوم من الخطأ، فعلى الطّرفين احتواء بعضهما البعض فلا يوجد حياة خالية من المشاكل ولكن التغافل فن من فنون الحياة، من أتقنه أراح نفسه من الكثير من المشاكل واستمرت حياته في سلام.
مقاصد الزّواج في الإسلام
شرع الله -تعالى- الزّواج من أجل تحقيق مقاصد عدّة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:
- حفظ النّسل البشريّ، حيث أن الزواج الطريق الشرعي للتكاثر وبناء المجتمعات كما أن البيت الناجح من خلال هذا الزواج سينتج أبناء صالحين بهم تصلح المجتمعات، وتزداد الطّاعات.
- حصول المتعة والاستقرار النفسي والعاطفي، فبالزواج هو الطريقة الشرعية التي يحصل بها الزوجين على السّكينة، والرّاحة، والاطمئنان النّفسي.
- نشأة المودّة والرّحمة بين الزوج وزوجته، والسّكينة بينهما.
- بناء أسرة صالحة مستقرة، تستطيع تربية أبناء صالحين وبصلاحها تصلح الأمم.
- صيانة المجتمع وصحته، حيث يبني الزواج حصانة للمجتمع من الأمراض الّتي قد تنتشر نتيجة ممارسة الفاحشة، حيث أنه يؤدي إلى إشباع الغريزة الجنسيّة ويحافظ على عفة وطهارة المجتمع.
إلى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان دعاء ليلة الزواج وكيفية الصلاة يوم الدخلة ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب نسأل الله لكم التوفيق في كل الأمور.