في عهده فتحت مصر ، تعتبر الفتوحات الإسلامية من أهم الأحداث التاريخية حيث إنها مجموعة حروب شنها المسلمون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم على الفرس والبيزنطيين والبربر ،ومن أهم نتائج هذه الحروب انتشار الإسلام واللغة العربية على نطاق واسع خارج نطاق شبه الجزيرة العربية ، وانقراض أجزاء كثيرة من الإمبراطورية البيزنطية ،وصارت جيوش المسلمين قوى عظمى بسبب هذه الفتوحات فكيف وصلت هذه الدعوة إلى مصر؟ هذا ما سيتم شرحه في هذه المقالة التالية.
في عهده فتحت مصر
الخليفة الذي فتحت مصر في عهده هو “عمر بن الخطاب رضي الله عنه” ،هو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي ، ولقب بالفاروق لتمييزه بين الحق والباطل ، واشتهر بالعدالة و الانصاف، لأنه كان قاضيًا عظيمًا للمسلمين وغيرهم ، وثاني الخلفاء الراشدين ومن صحابة الرسول استلم الخلافة بعد وفاة الخليفة أبو بكر الصديق سنة 634 م ، وهو من المبشرين العشرة بالجنة ، ويعتبر أعظم وأذكى قادة العصر الإسلامي ،أسس التقويم الهجري ، وتوسعت الدولة الإسلامية كثيرًا في عهده.
أسباب ودوافع فتح مصر
- إتمام فتح بلاد الروم ، وتحرير الشام بما فيها القدس من أيدي الروم ، وفتح مصر هو امتداد طبيعي لفتح بلاد الشام.
- استحالة إيصال رسالة الإسلام إلى مصر وإفريقيا دون مواجهة الروم ،ورفض المقوقس دعوات الرسول ومن بعده أبو بكر وعمر.
- تمثل مصر القوة العسكرية والاقتصادية للدولة البيزنطية ، وغزوها يضعف الرومان مقابل ضم هذه القوة للمسلمين.
- قد يشكل عدم غزو مصر خطراً بيزنطياً على المسلمين في بلاد الشام والجزيرة العربية ، وقد يشنون هجمات لاستعادة البلاد التي انتزعها المسلمون من أيديهم.
مصر في ظل الحُكم الإسلامي
بعد استقرار الوضع أعلن عمرو بن العاص للمصريين ، أن حرية العقيدة كانت أمرًا مقدسًا ، وعاد البطريرك القبطي بنيامين إلى الإسكندرية بعد فراره 13 عامًا ، وقال لأتباعه: “عُدّتُ إِلَى بَلَدِيَ الإِسْكَندّرِيَّة، فَوَجَدْتُ بِهَا أَمْنًا مِنَ الخَوْف، وَاطمِئْنَانًا بَعْدَ البِلَاء، وَقَد صَرَفَ اللهُ عَنَّا اضطِهَادَ الكَفَرَةِ وَبَأسِهِم ” ، وكان من آثار الحرية أن المصريين نظروا إلى الأديان ، ومع مرور الوقت اعتنق الأغلبية الإسلام ، وبقيت مجموعة على المسيحية ، وأصبحت مجموعة أصغر على اليهودية مع تعاقب القرون ، أصبحت مصر واحدة من أهم معاقل الإسلام وأبرزها ، واستمرت أيضًا كواحدة من معاقل المسيحية الأرثوذكسية.
خفّض عمرو بن العاص الضرائب على المصريين ، ونظم جباية الخراج ، واعتنى بهندسة الري ، بحفر الخلجان ، وإصلاح الجسور ، وسدود الترع ، وبناء إجراءات لنهر النيل ، وإنشاء الأحواض والقنوات ،ومن أشهر ما فعله عمرو أنه حفر قناة تربط النيل بالبحر الأحمر ، مما سهل التواصل مع شبه الجزيرة العربية ، وكانت تعرف بخليج أمير المؤمنين ،وتحسنت أحوال المصريين وزادت ثرواتهم ، وطمأنوا حياتهم وممتلكاتهم ومستقبلهم ، وعموا بالهدوء والاستقرار ،وأسس عمرو مدينة الفسطاط وجعلها عاصمة لمصر بدلاً من الإسكندرية ، وبنى أول مسجد في مصر عرف باسمه فيما بعد ،ومن مصر انطلق عمرو واستمر في فتوحات شمال إفريقيا ونظم أمر العطاء والإعمار والبناء والزراعة والري ، وبقي في دولة مصر حتى وفاته عام 43 هـ.
تاريخ مصر الإسلاميّ
بدأ التاريخ الإسلامي لمصر بدخول العرب المسلمين إليها فاتحين بقيادة عمرو بن العاص سنة 18 هـ ،وأصبحت دولة إسلامية ، وكان ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي كان مؤيداً لفكرة عمرو بن العاص بضرورة التوجه نحو مصر لفتحها فور فتح فلسطين ، حيث أرسل إليه الزبير بن العوام مجموعة من المجاهدين ؛ لدعمه في الفتح ، واستطاع ابن العاص أن يشد الخناق على البيزنطيين الذين لم يتمكنوا من الوقوف أمام المسلمين ، فاضطر المقوقس إلى عقد معاهدة مع المسلمين ؛ ونتيجة لهذه المعاهدة دخل كثير من أهل مصر في الإسلام ، أما باقي على ديانته فقد دفع الجزية للمسلمين.
بعد فتحها، أصبحت مصر دولة إسلامية تابعة للخلافة الراشدة ، واستمرت على هذا النحو حتى ظهرت حركات الاستقلال فيها ، من الدولة الطولونية إلى دولة المماليك ، ثم انضمت إلى الدولة العثمانية ،وشهدت مصر في كل عصر حقبة قوة ، وعصر ضعف ، وفيما يلي أهم فترة حكام مصر في فترة القوة:
- عَمرو بن العاص.
- أحمد بن طولون.
- صلاح الدين الأيّوبي.
- سيف الدين قُطز.
- المنصور سيف الدين قلاوون.
- سيف الدين قايتباي.
- السُّلطان مراد بن سليم.
و في ختام مقالنا هذا نكون قد تعرفنا الى الخليفة الذي فُتحت مصر في عهده، كما وضحنا الأسباب و الدوافع التي أدت الى فتح مصر ،كما تناولنا فترة وحقبة مصر في الحكم الإسلامي و تاريخها في تلك الفترة أيضاً.