سنعرض معلومات عن شعراء الصعاليك و سبب تسميتهم هذا الاسم يُطلق اسم الصعاليك على جماعة من الناس العرب القُدامى، حيث عاشوا في الجاهلية قبل الإسلام وانتشر صيتهم في الجزيرة العربية كلها ، وهم من قبائل مختلفة من العرب، خرج كل واحد منهم على سلطة القبيلة، ورفض عاداتها وواجباتها واختار العراء سكنًا له خاصة بعد طردهم من قبائلهم لمعارضته لحكم القبيلة
تعريف الصعاليك لغة واصطلاحاً:
حيث فرضت طبيعة الحياة العربية في العصر الجاهلي ، كثيراً من أنماط العيش القاسية و الصعبة التي قامت على أساس التفرقة بين الناس و ذلك تبعاً للعنصرية و الطبقية ، و انتشرت ظاهرة الصعلكة التي عرفت في معاجم اللغة بالفقر ، فالصعلوك هو الفقير و صعاليك العرب هم فتّاكها ، الذين رفضوا أن ينصاعوا لأحكام المجتمعات الجاهلية العنيفة ، و أن يستجيبوا لتقاليدها و أسسها التي تفتقر للعدالة و لا تراعي الإنسانية ، كما لبى نداء تلك الطبقة من المجتمع الجاهلي عدد من أشهر شعراء الجاهلية الصعاليك، و هم الذين انحلوا عن قبائلهم ، و تمردوا على أحكامها ، و تغنوا في أشعارهم بحرياتهم و أسلحتهم ، حتى صار شعر الصعاليك غرضاً من أغراض الشعر العربي في الجاهلية.
أبرز شعراء الجاهلية الصعاليك :
حيث توزع شعراء الجاهلية الصعاليك في ثلاث مجموعات و هي:
- مجموعة الخلعاء : و هم الذين خلعتهم قبائلهم لكثرة جرائرهم و مصائبهم ، و منهم: حاجز الأزدي ، و قيس بن الحدادية ، و أبي الطحان القيني.
- و مجموعة أبناء الحبشيات السود: و هم ممن نبذهم آباؤهم و لم ينسبوهم إليهم ، لعار ولادتهم ، و منهم: السليك بن السليكة ، و تأبط شراً ، و الشنفرى.
- و مجموعة المتصعلكين: و هم الذين احترفوا الصعلكة احترافاً ، و منهم القبائل كلها ، مثل قبيلتا هذيل و فهم ، و منهم أفراد مثل: عروة بن الورد العبسي.
الشنفرى الأزدي :
يعتبر الشنفرى من أشهر شعراء الجاهلية الصعاليك الذين لاقوا شظف العيش و قسوته في البراري و الصحاري ، كما اختلف الدارسون حول اسم الشنفرى فقيل إنه عمرو بن براق ، و قيل إنه ثابت بن أواس الأزدي ، لقب بالشنفرى لغلظ في شفتيه ، و هو أحد الخلعاء العرب الذين تبرأت منهم القبيلة، وقد كان عداء لا يجاريه مجار حتى صار مضرب المثل في ذلك ، اعتمد لتلبية متطلبات معيشته على الإغارة و السلب و النهب و السرقة ، و أيضاً تمرد على قبيلة سلامان وخرج عنها، واستبدل بهم قوماً آخرين من السباع والبقر الوحشي كما في قوله في قصيدة لامية العرب :
أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم
فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ!
فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ
وشُدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
عروة بن الورد عروة بن الورد :
شاعر من قبيلة عبس ، كما كان لأبيه مقام محمود في حرب داحس والغبراء ، و كانت أمه من بني نهد وهم ليسوا من أشراف القبائل، فغض ذلك من منزلته، و أيضاً كان فارساً من فرسان الجاهلية المعدودين، كما عُرف بجوده وحسن خلقه ، و لقب بعروة الصعاليك أو أمير الصعاليك؛ لأنه كان يجمع صعاليك العرب ويقوم بأمرهم فيرعى أحوالهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش يعتاشون به ، و لعل طيبة قلبه وحنوه على أمثال هؤلاء من الصعاليك قد أوهن رباطه العائلي، إذ لامته زوجاته في كثير من الأوقات على مغامراته وبذل نفسه وماله من أجل الصعاليك، وهو على قلق حياته الاجتماعية واضطرابها، إلا أنه على المستوى الثقافي الشعري كان قد بلغ الآفاق، حتى أن قبيلته عبس تراه أشعر الشعراء ، في حين أنّها تنظر إلى عنترة بن شداد كفارس بطل، فهو القائل:
وَقَد عَلِمَت سُلَيمى أَنَّ رَأيِي
وَرَأيَ البُخلِ مُختَلِفٌ شَتيتُ
وَأَنّي لا يُريني البُخلَ رَأيٌ
سَواءٌ إِن عَطِشتُ وَإِن رُويتُ
وَأَنّي حينَ تَشتَجِرُ العَوالي
حَوالي اللُبَّ ذو رَأيٍ زَميتُ
تأبط شراً:
يعد من أشهر شعراء الجاهلية الصعاليك و اسمه ثابت بن جابر من فهم من قبيلة قيس، وأمه أميمة من بني القين من فهم، وتأبط شراً لقب لقّب به فقد قيل أنه رأى كبشاً في الصحراء فاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه طول طريقه فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش فرمى به فإذا به الغول فقال له قومه: ما كنت متأبطًا يا ثابت؟ قال: الغول، فقالوا: لقد تأبطت شراً ، فسمي بذلك ، كما احتج الرواة على صحة الرواية بشعر له ذكر فيه وصف الغول كما في قوله:
فَأصْبَحْتُ وَالْغُولُ لِي جَارَة ٌ
فَيَا جَارَتَا أَنْتِ مَا أَهْوَلاَ
وَطَالَبْتُهَا بُضْعَهَا فَالْتَوَتْ
بِوَجْهٍ تَهَوَّلَ فَاسْتَغْوَلاَ
و بهذا نصل إلى ختام المقال الذي تعرفنا فيه عبر السطور السابقة على شعر الصعاليك ، وذكر أيرز الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي ، نتمنى أن ينال إعجابكم .