هو الحُسَين بن منصور أبو المغيث والمعروف بالحلاج، أحدُ أعلام الصوفية في الوطن الإسلاميّ، فارسيُّ الأصل وُلِدَ في مدينة البيضاء الفارسيّة في سنة 1207م، ثمَّ ارتحل إلى العراق ونشأ في بلدة واسط، ارتحل في حياته في مجموعة كبيرة من المناطق إلى أن استقرَّ في العراق أخيرًا، تصوَّف على يد الداعية سهل بن عبد الله التستري، وتعلم في علوم الاسلام، له مجموعة كبيرة من الأقوال والأشعار التي انتشرت إلى حدٍّ واسع النطاق حيثُ يعدُّ من ابرز الشعراء الصوفيين على الإطلاق، موقع الجنينة يقدم مقالا بعنوان من هو الحلاج ابن باز.
مذهب الحلاج
قبل حكاية الحلاج لا بدَّ من ذكر قطفات عن عقيدة الحلاج، حيثُ يعدُّ الحلاج من ابرز المتصوّفين في الإسلام، فقد اتَّخذ التصوف وسيلة جهاديَّةً في طريق نُصرةِ الحق وجماعته، ولم يكُن التصوف في نظره طريقا تعبديًا فرديًا، فقد طور الحلاج هذه الرؤية للتصوف وجعله ثورةً ضدَّ التكبر والفساد والظلم في الناس وفي النفس في آنٍ واحد، فقد تأسس الحلاج في واسط ثمَّ في العراق وتكررت رحلاته إلى مكة المكرمة، حيثُ كان يعتكفُ هناك كاشفا التّجلُّدَ والصبرَ على المصاعب والمكاره والمشكلات من جوع وعطش وحرارة النهاء أو البرد كما كان يفعل المتصوّفة عن الزرادشتية، وقد ارتحل الى بعد ذلك مجموعة كبيرة من الدول العالم الإسلامي يدعو المسلمين على طريقته الخاصّة، وكان يُرى أحيانًا بشكل الفقير العابد وتارةً بهيئة الغنيّ الثريّ وتارةً بهيئة الرجل الكادح، وبذلك صار له مجموعة كبيرة من الأتباع.
من هو الحلاج ابن باز
وكان يرى علماء أهل السنّة أنَّه كان يختلف وينافق كل فرقة لكي يستميلَ قلوب الضعفاء، فيكونُ مع كل فرقة على مذهبها إن كانت من أهل السنة أو الرافضة أو المعتزلة أو الصوفية أو حتّى لو كانت من العصاة، فالتصوف عند الحلاج كان نوعين: اتجاه مع الخالق لدرجة النهاية في حبه، واتجاه مع العبيد يجاهد فيه ضدّ الظلم والتكبر والفساد ويدعو العباد إلى مائدة العشق.
قصة الحلاج
وللحلاج مجموعة كبيرة من الأشعار التي كفَّره عليها مجموعة كبيرة من العلماء وأهل العلم في ذلك الوقت كقوله الذي يؤكدُ فيه على اسلامه بالحلول والاتحاد:
سبحانَ مـَن أظهرَ ناسوتَهُ سـرَّ سنا لاهوتهِ الثاقـــب
ثمّ بَدا في خلقـِه ظاهرًا في صورة الآكلِ والشارب
ويقول أيضًا في موضعٍ آخر كاشفا أنَّه يعتقد بجميع ديانات الأخرى:
عَقَدَ الخلائقُ في الإلهِ عقائدًا وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه
أشهر أقوال الحلاج
بعد الكلام عن حكاية الحلاج ونهايته الموجعة التي تعرَّض لها، سيتمُّ ذكر بعض ابرز أقوال الحلاج والتي كان أكثرها سببًا من أسباب ذلك الواقع فقد كشفت عن ديانته التي قتل خارجا عن الدين بسببِها وأصبح كبيرا من رموز الصوفية، وفيما يأتي بعض ابرز أقوال الحلاج:
- ما رأيتُ شيئًا إلَّا ورأيتُ الله فيه.
- ما انفصلت الانسانية عنه، ولا اتصلت به.
- حجبهم بالاسم فعاشوا، ولو أبْرَزَ لهم علومَ الاستطاعة لَطاشوا، ولو كشَفَ لهم عن الحقيقةِ لَماتوا.
- من ظنَّ أنَّ الإلهية تمتزج بالبشريّة أو البشرية بالإلهيّة فقد خرج عن الدين.
- أسماء اللّه تعالى، من حيث المعرفة اسم، ومن حيث الحقّ واقعية.
- إلهي! أنتَ تعلمُ عجزي عن مواضعِ عفوك، فاشكرْ نفسَك عنّي، فإنَّه الشكرُ لا غير.
الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان من هو الحلاج ابن باز ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب موقع الجنينة يتمنى لكم التوفيق في كل الامور.