هل التدخين يبطل الصيام ؟

كثير من الفتاوى تثير جدلا كبيرا بين المسلمين ، وتكتسب فتاوى رمضان اهتمام أكبر من حيث أهمية الشهر وفضله ، والذي يعتبر من أركان الإسلام ، التي لا يجب الاسترسال في الاجتهاد قياساً الى أهمية ما ورد في القرآن وما أوصى به الرسول ومن الفتاوى التي أثارت الكثير من الجدل والارتباك أن التدخين لا يفطر ،

فقد أجمعت المذاهب الفقيه الأربعة على أن الدخان أو السجائر يبطل الصيام، ذلك لأن الدخان مادة تصل إلى البطن والحلق ، حيث يقول الشافي للدخان أثر يشبه العود ، وقالت هيئة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية إن الدخان مادة تدخل الجوف من أحد الأعضاء الطبيعية.

يحتوي الدخان على مواد عضوية مثل القطران والنيكوتين التي تحتوي على مادة والتي تظهر على جدران الرئتين والحلق ، كما ذكرت دائرة الإفتاء في الأردن أن من يدخن أثناء الصيام يفطر ذلك لأن الدخان وذراته يدخلان عمداً إلى الرئتين اللتين تعتبران جزءاً من التجويف الذي ينتقل منه وفي ذلك يتحقق الفطر بإدخال شيء فيه ، وقالت بعض الحنفيات أن سبب الفطر الدخان الذي يسهل اجتنابه ، والذي جبل الإنسان عليه بطبعه وليس رغماً عنه ،وهذا مخالف لمقصد الصيام وهو ترك الأكل والشرب والعطش في سبيل الله تعالى ، كما جاء في الحديث القُدسي، قال النبي -صلى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربّه: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي).

 اتفق علماء الشرع على أن التدخين من بين أمور أخرى مبطل للصيام ،لأنه من المفطرات ويفطر الصائم إذا وضع  دخانًا في حلقه دون استعماله او استنشاقه عمدا ،ويرى الحنفية والمالكية وجوب التوبة ودفع الكفارة إذا تعمدوا التدخين والإفطار ، وذلك على عكس الشافعية والحنابلة الذين يعتقدون أنه لا يلزم الكفارة وعليه القضاء فقط  عندما يكون في مكان مع شخص يشرب دخانًا وبعضه يدخل في حلقه لأنه من الصعب تجنب من دخول الدخان الى حلقه ،كما أن مضغ أو استنشاق الدخان يبطل الصيام أيضاً ، لأن الطعم يصل إلى الحلق ويتكيف المخ معها فهو يشبه التدخين ومص العود ، ولا يعتبر التدخين من الأسباب أو الأعذار التي تسمح للمسلم بالإفطار و إبطال صيامه.