قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم من سورة الفرقان: ” وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ، وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا “.
وقال سبحانه أيضا في سورة ق : ” كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ، وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ، وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ، أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ” .لم يفصل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قصة أصحاب الرس ، في هذا المقال سنتحدث عن من هم أصحاب الرس.
الروايات التاريخية حول أصحاب الرس
هنالك العديد من الروايات المتعددة حول أصحاب الرس منها :
- قوم يس : قال ابن عباس رضي الله عنه أنه قد سأل كعبًا عن من ما المقصود بأصحاب الرس، فقال له كعب : “أنَّ أصحاب الرَّس هم قوم يس “، و أن يس هو الذي قام يدعوا قومه إلى الهدى و طريق الحق ، و قد ورد هذا في كتابه تعالى في سورة يس: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}، لكن قومه قاموا بتكذيبه ثم قتله ثم ثبتوه في قاع بئر يطلق عليه بئر الرَّس ،و لهذا السبب أطلق عليهم اسم أصحاب الرَّس والله سبحانه وتعالى أعلى و أعلم.
- قوم عبدوا شجرة الصنوبر: قام أحدهم بسؤال الصحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه و أرضاه- عن من المقصود بأصحاب الرس ، فقال لهم علي [ أنهم قوم سكنوا أراضٍ خصبة ذات مياهٍ عذبة وكان ملكهم يتَّصل نسبه بالنَّمرود بن كنعان، وكانوا يعبدون شجرة الصَّنوبر التي نبتت بجانب عين مياهٍ عذبة في أراضيهم وذلك بعد حادثة الطُّوفان، وحرَّموا شرب مياه تلك العين لأنهم اعتبروها روح آلهتهم شجرة الصُّنوبر، ومن خالف هذا القانون قُتل، وكانوا يقدمون القرابين في كل سنة لشجرة الصُّنوبر ].و قد بعث الله فيهم نبيًا يدعوهم إلى طريق الحق و توحيد الله ،ف قاموا بتكذيبه، فقام بالدعاء عليهم ، فيبست جميع أشجار الصنوبر بأكملها، فمنهم من آمن بالله ، و منهم من ازداد كفرًا بعد ذلك ، فقام الفريق الكافر بالانتقام لأشجار الصنوبر و أرسوا النبي بأنابيب من الرَّصاص ووضعوه في أسفل الشجرة -ولهذا السبب أطلق عليهم اسم أصحاب الرَّس- وبعد قتلهم لنبيهم، بعث الله عليهم العذاب و قام بإهلاكهم جميعا.
- قوم نبي يُدعى بحنظلة بن صفوان : قال الكلبي في هذا الرأي:” بأن أصحاب الرس هم قوما كانوا يملكون المواشي و الآبار ، و كانوا يقومون بعبادة الأصنام، فبعث الله -سبحانه وتعالى- إليهم النبي شعيب عليه السلام نبيا ومعلما يدعوهم للإيمان ، و استمروا على كفرهم و رفضوا الإيمان به ، وتمادوا في إيذائه ، وكانوا يستقرون حول بئر يطلق عليه الرس، فخسف الله الأرض بهم وانهار البئر والله تعالى أعلى وأعلم.
الى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية هذا المقال والذي ذكرنا فيه بعض الروايات التي تحدثت عن أصحاب الرس ، والله تعالى أعلى و أعلم بهم.