تفسير آية ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما، ومن آياته الدالة على عظمته وقدرته وسلطانه، خَلْقُ السموات والأرض على غير مثال سابق، وما نشر فيهما من أصناف الدواب، وهو على جَمْع الخلق بعد موتهم لموقف القيامة إذا يشاء قدير، لا يتعذر عليه شيء، ومن خلال هذا المقال عبر موقع الجنينة سوف نعرص لكم تفسير آية ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما، تابعوا معنا هذا المقال للنهاية.
ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة / تفسير السعدي
أي: ومن أدلة قدرته العظيمة، وأنه سيحيي الموتى بعد موتهم، { خَلْقُ } هذه { السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } على عظمهما وسعتهما، الدال على قدرته وسعة سلطانه، وما فيهما من الإتقان والإحكام دال على حكمته وما فيهما من المنافع والمصالح دال على رحمته، وذلك يدل على أنه المستحق لأنواع العبادة كلها، وأن إلهية ما سواه باطلة.{ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا } أي: نشر في السماوات والأرض من أصناف الدواب التي جعلها اللّه مصالح ومنافع لعباده.
{ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ } أي: جمع الخلق بعد موتهم لموقف القيامة { إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ } فقدرته ومشيئته صالحان لذلك، ويتوقف وقوعه على وجود الخبر الصادق، وقد علم أنه قد تواترت أخبار المرسلين وكتبهم بوقوعه.
تفسير الآية
ثم بين الله سبحانه وتعالى لونا آخر من ألوان كمال قدرته فقال: وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ.
والمراد بالآيات هنا: الدلائل والعلامات الواضحة الدالة على كمال قدرته- عز وجل، وقوله: وَما بَثَّ معطوف على خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.
أى: ومن العلامات الناصعة الدالة على كمال قدرته-تبارك وتعالى- خلقه للسموات وللأرض بتلك الصورة الباهرة البديعة التي نشاهدها بأعيننا، وخلقه- أيضا- لما بث فيهما من دابة، ولما نشر وفرق فيهما من دواب لا يعلم عددها إلا الله-تبارك وتعالى-.
والدابة: اسم لكل ما يدب على وجه الأرض أو غيرها، وظاهر الآية الكريمة يفيد وجود دواب في السموات، قال صاحب الكشاف: فإن قلت: لم قال: فِيهِما مِنْ دابَّةٍ والدواب في الأرض وحدها؟.
قلت: يجوز أن ينسب الشيء إلى جميع المذكور وإن كان متلبسا ببعضه كما يقال: بنو تميم فيهم شاعر مجيد، أو شجاع بطل، وإنما هو في فخذ من أفخاذهم.
ويجوز أن يكون للملائكة- عليهم السلام- مشى مع الطيران، فيوصفوا بالدبيب كما يوصف به الأناسى، ولا يبعد أن يخلق- سبحانه – في السموات حيوانا يمشى فيها مشى الأناسى على الأرض، سبحان الذي خلق ما نعلم وما لا نعلم من أصناف الخلق.
وقوله-تبارك وتعالى-: وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ بيان لكمال قدرته- عز وجل، أى: وهو- سبحانه – قادر قدرة تامة على جمع الخلائق يوم القيامة للحساب والجزاء، كما قال-تبارك وتعالى- في آية أخرى: قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ.
لهنا قد وصلنا لختام هذا المقال بعنوان، تفسير آية ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما، وقد وضحنا تفسير تلك الآية سابقاً.