تعدّ العمرة من الشّعائر المحبّبة لدى المسلمين، وهي إحدى السّنن الّتي سنّها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، بحيث إنّها تزيد من حسنات المؤمن، ويتقرّب من خلالها إلى الله عزّ وجل ، والعمرة لها أركان يجب على المعتمر أن يفلعها أثناء أدائه العمرة لتكون صحيحة شرعاً ، وسنتحدّث في هذا المقال عن هذه الخطوات بالتّفصيل
ما هي العمرة
العمرة لغةً مشتقة من مصدر الكلمة “اعتمار” ومعناها “زيارة”، أما اصطلاحاً، فيُقصد بها زيارة الكعبة والطواف حولها، والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ويُشار إلى العمرة بصفة عامة أنها الحج الأصغر الذي يمكن أداؤه في أي وقت من السنة، باستثناء أيام الحج، علماً بأن الحج يختلف عن العمرة من حيث كونه ركناً من أركان الإسلام وفريضة واجبة على كل مسلم بالغ قادر، ويمكن أداء العمرة أكثر من مرة وذلك بحيث قدرة الفرد المالية والصحية، وقد ورد في فضل العمرة الكثير من الأحاديث أبرزها ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد ﷺ أنه قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.”
كيفية أداء العمرة وفق الشريعة الاسلامية
عند أداء العمرة هناك مجموعة من الخطوات الّتي يجب على المسلم اتّباعها وتتضمن مناسك العمرة الخطوات الرئيسية التالية :
- الإحرام :
أول وأهم مرحلة للدخول فعليا في أداء المناسك، ولكي يحرم الفرد للعمرة، يغتسل ويتطيب، ثم يلبس ثياب الإحرام، وهو عبارة عن إزارا ورداء أبيضين، ولا يظهر الكتف الأيمن إلا في طواف القدوم فقط، أما المرأة تلبس ما تشاء من الثياب بدون أي زينة، ثم يصلي ركعتين، وينوي الإحرام بالعمرة، ثم يقول “لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”، ويرفع الرجل صورته بذلك، أما المرأة تقوله بقدر ما يسمع من بجانبها فقط، ثم يكثرون من التلبية، والذكر
- الطواف:
فإذا وصل المعتمر مكة، يدخل المسجد الحرام بالقدم اليمنى، ويبدأ 7 أشواط طواف حول الكعبة المشرفة بداية من الحجر الأسود، قائلا “بسم الله والله أكبر” وكلما مر عليه في كل شوط، وينتهي إليه، ويستلم الحجر بيده اليمنى ويقبله إذا تيسر ذلك، ولا يزاحم عليه، أو يشير إليه من بعيد، ويذكر الله ويدعوه بما يشاء، وإذا بلغ الركن اليماني استلمه من غير تقبيل، فإذا لم يتيسر له لا يزاحم عليه ولا يشير إليه، ويقول بينه وبين الحجر الأسود “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار “ ،وأثناء الطواف يقوم الرجل بفعل شيئين، الأول “الاضطباع” وهو إظهار الكتف الأيمن، والثاني “الرمل” وهو الإسراع في المشي مع مقاربة الخطوات أثناء الأشواط الثلاثة الأولى، وفي الباقي يمشي كعادت، وبعد الانتهاء من الطواف، يتقدم نحو مقام إبراهيم ويقرأ “واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى”، ثم يصلي خلفه ركعتين ويقرأ سورتي “الكافرون” و”الإخلاص” بعد الفاتحة، وإن لم يتيسر ففي أي مكان بالمسجد الحرام
- السعي:
ثم يخرج المعتمر للسعي من باب الصفا ويصعد عليه مستقبلا الكعبة، ويقرأ “إن الصفا والمروة من شعائر الله…” إلى آخر الآية، ويرفع يديه بالدعاء ويحمد الله ويكبره، ويقول “لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”، ويكررها ثلاث مرات، ولا حرج إن اقتصرت على أقل من ذلك،ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشيا، فإذا بلغ العلمين الأخضرين يسرع في مشيه “الهرولة” وهذا للرجال فقط، ويمشي كعادته عند الوصول للعلم الثاني، ويكرر الأمر في كل شوط، ويصعد على المروة ويقول ما قاله على الصفا، ويحسب الشوط من الصفا إلى المروة والعكس يحسب شوطا آخر، ويقول في السعي ما تيسر من الذكر والدعاء أو قراءة القرآن
- الحلق أو التقصير للتحلل من الإحرام:
فإذا أتم سعيه يحلق الرجل رأسه أو يقصر، وإن كانت إمرأة تقصر من أطراف شعرها قدر أنملة في جميع جهات الرأس،وبذلك تمت العمرة ويحل من الإحرام كاملا وترفع المحظورات، وتحل له الملابس والطيب والنكاح، وغير ذلك
-
زيارة المسجد النبوي الشريف:
زيارة مسجد الرسول “صلى الله عليه وسلم” في المدينة المنورة ليس من الحج والعمرة، حيث يتوجه المعتمر إلى المدينة قبل أداء المناسك أو بعدها، بنية زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه، لأنها خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فإذا وصلت المسجد فصل فيه ركعتين تحية المسجد أو صلاة الفريضة إن كانت قد أقيمت، ثم اذهب إلى قبر الرسول “صلى الله عليه وسلم”، وسلم عليه قائلا: “السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته“
أذكار وأدعية العمرة
وردت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- عدّة أدعيةٍ مأثورةٍ متعلّقةٍ بالعمرة وخاصةً بالطواف والسعي، ويجوز للمعتمر أن يدعو بما شاء من الأدعية، يُذكر منها:
أدعية الطواف: وهي:
- دعاء بدء الطواف: “بِسمِ اللَّهِ واللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ إيمَاناً بِكَ وَتَصدِيقاً بِكِتابِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ وَاتِّباعاً لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ”.
- دعاء المرور بِجانب الحجر الأسود في الأشواط الثلاثة الأولى: “اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حجاً مبروراً وذنْباً مَغْفُوراً، وَسَعْياً مَشْكُوراً”، وأمّا الأشواط الأربعة الباقية فيقول فيها: “اللَّهُمَّ اغْفِر وَارْحَمْ، وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمْ وَأنْتَ الأعَزُّ الأكْرَم، اللَّهُمَّ رَبَّنا آتنا في الدُّنْيا حسنة وفي الآخرة حسنة وَقِنا عَذَابَ النَّارِ”.
- ما يُقال بين الكعبة والحجر الأسود، وهو ما يُسمى بالمُلتزم: “اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً يُوَافِي نعمك، ويكافئ مَزِيدَكَ، أحْمَدُكَ بِجَمِيعِ مَحَامِدِكَ ما عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ على جَمِيعِ نِعَمِكَ ما عَلِمْتُ مِنْها وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَعَلى كُلّ حالٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ على مُحَمََّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ أعِذنِي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، وأَعِذْني مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَقَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَكْرَمِ وَفْدِكَ عَلَيْكَ، وألْزِمْنِي سَبِيلَ الاسْتِقَامَةِ حتَّى ألْقاكَ يا رب العالمين”.
ما يُقال حين البدء بالسعي: “الله أكبر ثلاثاً، ثُم ولِلَّهِ الحَمْدُ، اللَّهُ أكْبَرُ على ما هَدَانا، والحَمْدُ لله على ما أولانا، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي ويُمِيتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ على كل شئ قَدِيرٌ،لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، أنجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُون، اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ، وَإِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ، وإنِّي أسألُكَ كما هَدَيْتِني لِلإِسْلامِ أنْ لا تَنْزِعَهُ مِنِّي حتَّى تَتَوَفَّاني وأنَا مُسْلِمٌ”.
فضل العمرة
- المعتمر له أجر عظيم من الله تعالى لقوله عليه السلام لعائشة عند أدائها العمرة: (إنّ لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك)، وقوله أيضاً: (من طاف بالبيت ولم يرفع قدماً ولم يضع أخرى إلا كتب الله له حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة).
- العمرة بالإضافة إلى الحج أحد الجهادين، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (الغازي في سبيل الله، والحاجّ، والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم).
- العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما كما أخبرنا بذلك الرسول عليه السلام بقوله: (العمرة إلى عمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة).
- ركعة واحدة في الحرم المكي تعدل مئة ألف ركعة، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواها إلا المسجد الحرام وصلاة في السمجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه).
- العمرة في رمضان تعدل حجّة كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
- العمرة تُذهب الفقر وتغفر الذنوب: كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنّهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد والذهب والفضة).
- العمرة هي الحج الأصغر وسمّيّت بذلك لأنّها تتشابه مع الحج بالطواف، والسعي والحلق، أو التقصير، وانفراد الحج ببعض المناسك الأخرى.
الى هنا نختم مقالنا الذي تحدثنا فيه عن كيفية أداء مناسك العمرة حسب الشريعة الاسلامية كما تعرفنا على معنى العمرة و ادعية التي تقال اثناء مناسك العمرة كما تحدثنا عن فضل أداء العمرة