الإسلام هو آخرُ الديانات السماويّة التي أنزلها ربنا عز وجل على عباده ليدعوهم لعبادتِهِ -عز وجل-، فأرسل رسوله الكريم محمدًا -صلوات الله عليه وسلامه- بالحق ليظهره على الدِّين كُلِّهِ ولو كَرِهَ الكافرون والمنافقون، في هذا المقال ستتعرف معنا على الحكم الشرعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبأدلة شرعية من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة، أكمل قراءة هذا المقال لتعرف بالتفاصيل ما هو حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يمكننا القول إنَّ غاية الدين هي إتمام مكارم الأخلاق التي دعا إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، هذه المكارم التي تُبنى على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا ما حثَّنا عليه ديننا الإسلامي ودعا إليه قرآننا الكريم وسنتنا النبوية.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يعدُّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأساسيات التي يقومُ عليه الدّين، وقاعدةً يرتفعُ منها عاليًا إلى أن يصلَ إلى أعلى المراتب وحتى تسمو به الأمة، فلا خيرَ في دين لا يأمر ولا يَدعو إلى المعروف والحُسنى و الصلاح ولا خيرَ في دينٍ لا ينهى عن المنكر ولا يأمر بنبذِ المنكرات، لذلك كانَ السكوت على المنكر في ديننا الإسلامي محرّمًا وكانَ الأمر بالمعروف واجبًا، فقد ثبت في سنة رسولنا الكريم (صلوات الله عليه وسلامه)، في حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “من رأى منكم منكرًا فليُغيّرهُ بيدِهِ، فإنْ لم يستطعْ فبلسانِهِ، فإنْ لم يستطع فبقلبِهِ”.
الحكم الشرعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومن الجدير بالذكرِ أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض واجب على المجتمع المسلم ككلِّ ولكنّه فرض كفاية، أي أنه في حالة أن بعض الأشخاص قاموا به سقط التكليف عن البقية، وهذا يعني أنْ يقوم الدعاة بهداية الناس إلى الخيرات ونبذِ المنكرات، وبهذه الدعوة من بعض الدعاة يسقط الفرض عن عامة الناس في المجتمع، وفرض الكفاية يختلف عن فرض العين اختلافًا بسيطًا ولكنه اختلاف جوهري، وهو أن فرض العين واجب على كل فرد في المجتمع مثل الصلاة والصيام ولكن فرض الكفاية اذا قام به البعض سقط الوجوب عن البقية ومثاله الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، والله تعالى أعلى وأعلم.
درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إنَّ التدرُّجِ في الحديث في درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوضح الفروقات في الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر، فعن أبي سعيد الخدري(رضي الله عنه) قال: سمعت رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “من رأى منكم منكرًا فليُغيّرهُ بيدِهِ، فإنْ لم يستطعْ فبلسانِهِ، فإنْ لم يستطع فبقلبِهِ”، فقد حثّ رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم على ضرورة أن يقوم العبد بتغيير المنكر و كل شخص حسب استطاعته و امكانيته و مكانته المجتمعية بين الناس، لذلك كان التدرج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد أولا ثم اللسان ثم القلب وكل هذا ليدلل لنا رسولنا الكريم على ضرورة تغيير المنكر ولو حتى بالقلب.
أما إن علم المؤمن أن تغيير المنكر سوف يؤدي إلى منكر أكبر منه فإنه يجب عليه أن يترك تغير المنكر لأن ذلك سوف يؤدي إلى ضرر أكبر، فلا ينبغي تغيير المنكر إلا في حالة اليقين أن هذا التغيير ستكون له نتائج أفضل وأن يكون التغيير نحو الخير والإصلاح، والله أعلم.
إلى هنا نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا والذي كان بعنوان حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعرفنا فيه على ديننا الإسلامي والحكم الشرعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتفصيل مع تبيان درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.